عادت ظاهرة "التشرميل" الإجرامية إلى مدينة سيدي بنور المعروفة بهدوئها، وذلك بعد إقدام عدد من الجانحين على ارتكاب أعمال إجرامية في حق خياط وأسرته، حيث شهد الأسبوع الماضي اعتداء شابين (أخوين ملقبين ب "لعوج") على خياط وأخوه وأخته، محدثين للخياط جروحا خطيرة بالوجه والجسم عن طريق أسلحة بيضاء.
وجاء اعتداء الجانحين الذين كانا في حالة غير طبيعية، على الضحية داخل دكانه المخصص لخياطة "لمضارب"، بعد أن وقع خصام مع ابن أخت الخياط، قبل فترة، والذي يشتغل كبائع متجول للخضر والفواكه، وهو نفس العمل الذي يقوم به الأخوين "لعوج" لكن دون احترام لقواعد العمل النظيف حيث يرهبون كل من يقوم ببيع سلع أمامهم، ليقررا الانتقام ممن سولت له نفسه عدم الامتثال لجبروتهما، من خلال الاعتداء على الخياط بواسطة السلاح الأبيض (الصورة المرفقة) بعد أن قاما بالبحث عن بائع الخضر والفواكه (ابن أخت الخياط) ولم يجدوه.
لكن الغريب في الأمر، أنه رغم إخطار الشرطة بالاعتداء الشنيع الذي كان في واضحة النهار، وتقديم الضحية لشهادة طبية تثبت العجز في 90 يوما، إلا أنها لم تعتقل الجناة، بل إن هؤلاء لا يزالون يتوعدون كل من سيقوم بالشهادة ضدهم، وهو ما تحقق لهم، حيث كل من حضر ل"التشرميل" بدكان الخياط لا يستطيع الادلاء بالشهادة أمام وكيل الملك لأنهم يخافون من بطش الجناة المعروفين بالحي بجبروتهم وعدم تمكن الشرطة من اعتقالهم، بل إن الجناة يقولون في العلن أن "الشرطة في صفهم والمحكمة كذلك !!" ويقومون بشراء "شهود الزور" لكي يقفل الملف لصالحهم، وبالتالي يتساءل البنوريون: كيف لعصابة تهاجم الناس بالسيوف ولا يتم اعتقالهم؟ وهل استقالت الشرطة في تأدية خدمتها المتمثلة في تحقيق الأمن والطمأنينة للساكنة؟!!
|