عبد الله الكواي
تمكنت التلميذة إيمان الطويل من مدينة سيدي بنور من تحقيق اعلى معدل في امتحانات الباكالوريا على الصعيد الوطني، في واحدة من النتائج التي حيرت المتتبعين للشان التعليمي ببلادنا، بالنظر للامكانيات المتواضعة الموضوعة رهن اشارة التلميذة المتميزة، إضافة إلى مظاهر الإقصاء والتهميش التي تعيشها داخل مدينة تفتقد لأبسط شروط الرعاية والتحفيز التربوي للأطفال والشباب.
و يكشف التميز التعليمي للتلميذة الدكالية، هشاشة التخطيط التنموي للمسؤولين بمدينة سيدي بنور، حيث كشفت مصادر تعليمية عن تفاجأ المسؤولين الإقليميين من هذه النتيجة والأضواء التي سلطت على المدينة عقب إعلان نتائج الباكالوريا، في الوقت الذي كان من المفروض أن تكون النتيجة متوقعة في إطار سياسة ومتابعة تربوية دقيقة لمسار هذه التلميذة، بذلا من حالة الاحتفاء الفكلوري التي بدت على المسؤولين، منها بلاغ للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور، يبشر الراي العام بنبأ حصول التلميذة ايمان الطويل على المرتبة الأولى وطنيا بالتعليم العمومي في مسلك العلوم الفيزيائية وتحقيقها لمعدل 19،31، الأمر الذي يصنف في خانة أضعف الإيمان.
يبقى الأهم الآن بعد هذا الإنجاز هو تحصين هذا المكتسب التعليمي، بوضع الآليات الكفيلة باحتضان الطاقات والمواهب التي يزخر بها بالإقليم، ويبقى أولى الأولويات هو التوجيه الجيد للتلميذة إيمان من أجل تيسير طريقها التعليمي الذي ابتدأ بتجاوز عتبة الباكالوريا، لأنها في أنس الحاجة الآن إلى مساعدتها على حسن اختيار مستقبلها التعليمي حتى لا تتكرر خيبة أمل التلميذ الدكالي ابن سيدي اسماعيل، انو عبادي، الذي تاه بعد تحقيق اعلى معدل وطني، ليجد نفسه بعد سنتين من الضياع ليعود إلى الكلية والجامعة. |