التعادل الإيجابي يحسم مباراة «الديربي البيضاوي» بين الرجاء والوداد |
نشرة إنذارية: طقس حار مرتقب من السبت إلى الاثنين بعدد من مناطق المملكة |
«الديربي البيضاوي».. التشكيلة الأساسية للرجاء والوداد |
حافلات الدار البيضاء.. تغيير مؤقت في جزء من مسار الخط الرابط بين داوليز والسالمية |
رغم أنه بدون جمهور.. تعزيزات أمنية بملعب «العربي الزاولي» لتأمين «الديربي البيضاوي» |
كازابلانكا .. «باريس» المغرب التي فقدت وهجها | ||
| ||
تشبه الدار البيضاء العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. تتميز بمعمارها المشيد وفق تصاميم آرت ديكو، الذي بلغ ذروته في الفترة من 1920 إلى 1939. تبدو مدينة فرنسية مثل عاصمة النهر البني. إنها مدينة تتسم بالرطوبة والصخب. تضم ميناء وأزيد من خمسة ملايين شخص. ولا يعد تناقضا ربط السحر الذي تتميز به المدينة بالانحطاط. الدار البيضاء هي العاصمة الاقتصادية للمغرب، تستحق لقب الحاضرة بامتياز، وهو ما يتضمن الكثير من التحذيرات بخصوص العنف الذي قد يتعرض له المرء في حاضرة تضم فروقات اجتماعية صارخة. هناك مدن كاملة من الصفيح، لكن في أحياء مركز المدينة، التي يجتازها «الترامواي» والمباني ذات الواجهات الأوروبية التي شيدت في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، هناك يتحدث الكثير من الناس الفرنسية. يمكن للمرء أن يعيش مجددا، ولو للحظة، ذلك المشهد الأسطوري لنجمي السينما الأمريكيين همفري بوجارت وانغريد بيرغمان أمام سينما ريالطو: «دائما ستكون باريس لنا»؛ رغم أنه بقي القليل فقط من هوليود ومايكل كورتيث هناك. رغم ذلك، تبدو الدار البيضاء أقل مغربية من باقي المدن الأخرى، وهي بالكاد تضم مدينة عربية صغيرة وباهتة. المركز الحضري للمدينة هو بالأساس، ما تركه المستعمر الفرنسي، بما في ذلك اللكنة ونمط العيش. قبل عقود من الزمن، تغير أفق الدار البيضاء مع تشييد المسجد الكبير بجانب البحر. إنه مبنى عظيم ذلك الذي شيده الملك الحسن الثاني بعد خروج الاستعمار. إنه المسجد الوحيد الذي يسمح للمسيحيين بدخوله. سيدي مومن ولكي يفهم المرء السهولة التي تمكن به بعض المتشبعين بالفكر الإرهابي من استقطاب أولئك الشباب الذين كانوا يعيشون في ظروف مزرية في تلك الأمكنة، يمكن مشاهدة فيلم «يا خيل الله» للمخرج المغربي نبيل عيوش. حسب الفيلم ذاته، أولئك الانتحاريون، الذين كانوا قبل ذلك مروجي الحشيش أو بائعي «الكرموس الهندي»، لم تطأ أقدامهم مركز مدينتهم قط حتى اليوم الذي نُقلوا فيه على متن حافلات صغيرة لتنفيذ العملية. أما اليوم فيمكن للمرء أن يصل إلى الضاحية سيدي مومن على متن الطرامواي. الحي المحمدي أمام بعض المباني الكبيرة التي شيدت في العشرينيات من القرن الماضي التي توقف فيها ذبح الماشية منذ سنة 2000، مازال الدخان المنبعث من مدخنة الأكشاك على الأرصفة مشهدا مألوفا. مع ذلك، اليوم يختلط جمهور شرائح اللحم المشوي، الذين يركنون سياراتهم جانبا في صفين أو ثلاثة صفوف، بشبان الحي وآخرين أتوا من كل أحياء الدار البيضاء، أو من المدينة المجاورة الرباط، لحضور مهرجانات وأنشطة ثقافية أخرى تنظم في هذا الفضاء، الذي أصبح سنة 2009 «La Fabrique culturelle des Abattoire». لا يعقل أن نسمح بأن تتغير وظيفة هذا المكان المخصص للإبداع، وأن يصبح فندقا أو مطعما فاخرا بدون مصادقة وزارة الثقافة، وأن يتم تدمير النشاط الاقتصادي الذي يتحرك حول أكشاك اللحم المشوي ومهرجانات الموسيقى»صرح السعداني، واستطرد مؤكدا أنه «يجب إعادة تهيئة المكان لأن المدينة في حاجة إلى الفنانين». لا ريب في أن معالم هذا المكان قد تغيرت، فقد أصبح مملوءا باللوحات الجدارية، وخصوصا، بالشبان الفرحين الذين تملأهم الرغبة في حضور أمكنة مليئة بالحرية والفن. خلال الأسبوع تنظّم ورشات المسرح والسيرك والتدريبات الموسيقية واللقاءات بين فناني الشوارع. وفي نهاية بعض الأسابيع، يصبح المكان قاعة للعروض والمهرجانات الموسيقية. وفر هذه الجمعيات غرف البروفات، واستوديوهات الراديو والتسجيل وقاعات التكوين في هذه المدينة التي يجتازها تاريخ كبير من الأنقاض. ويعطي هذا الأمر نتائجه التي تظهر على صعيد البلد كله، لأنه انطلاقا من الدار البيضاء تتألق العديد من المواهب الشابة بفضل دعم هذه الجمعيات، شبان مجهولون أو نصف مجهولين من قبل الجمهور. تعتبر مهد فناني الراب، والمخرجين السينمائيين والفنانين التشكيليين، رغم أنهم قد يجهلون ذلك، هؤلاء الشبان فنانون، فهم الآن يملكون العلامة المعترف بها «صنع في الدار البيضاء». | ||