لم يعد شارع محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء زاهيا كما كان في الأيام الخوالي، وهكذا،وتحول هذا الشارع الرئيسي الذي شيد بناياته الفرنسيون إبان الاستعمار،رويدا رويدا ،ومنذ انطلاق العمل بعربات الترامواي في دجنبر 2012،(تحول)إلى وكر لتخصيب الجريمة ومظاهر الانحراف .
فبدءا من الجنس الرخيص ،مرورا بأكوام النفايات ورائحة البول النفاذة ،وانتهاء باعتراض السبيل والسرقة بتقنية"القرطة" ليلا التي تنشط في أزقته الخلفية.
وبحسب أصحاب المحلات التجارية المتواجدة على مقربة من مبنى غرفة التجارة والصناعة والخدمات وبناية"ماروك سوار" العتيقة ،فإن مشروع الترامواي ا الذي يخترق مركز المدينة وتمر عرباته يوميا من أمام محلاتهم لتنعطف باتجاه شارع الحسن الثاني ، لم يجلب معه سوى الكساد لتجارتهم التي اتعت اعتراها البوار لتنخفظ مداخيلها بشكل لافت للانتباه.
وليس تجار شارع محمد الخامس وحدهم المتضررون من قضبان السكة الحديدية التي قسمت الشارع نصفين،بل إن سكانه يشتكون من انتشار بائعات الهوى والجنس الرخيص في الشارع وهم يعرضن بشكل داعر أجسادهن المترهلة للراغب في الحصول على"باص"سريع بسعر "مناسب"الباحثين عن اقتناص لحظات متعة عابرة بين أفخاذ المحرضات على الفساد من مرتادات شارع كان له شأن كبير في تاريخ المدينة قبل أن تلصق به يافطة البغاء.
ويتحدث رواد الشارع وسكانه عن تحول المكان ليلا إلى محمية للصوص وقطاع الطرق،ممن يتربصون بضحاياهم في الأزقة الخلفية للشارع لاقتراف سرقات باستعمال تقنية الخنق عبر"القرطة".
وتعتمد هذه التقنية التي ينتهجها اللصوص في الأزقة المعتمة المترفعة عن شارع محمد الخامس على شُل حركة ضحاياهم من الخلف عبر الخنق بعد توزيع الأدوار بين اللصوص،وفيما يشل أحدهم حركة الضحية يقوم آخرون بإفراغ جيوبه من المال وسلبه كل ما يحمل من ممتلكات،خصوصا إذا كان الضحية من "الپوري"،وهو اللقب الذي يطلقه اللصوص على المخمورين اللذين تتقيؤهم حانات مركز المدينة ليلا ويقودهم حظهم العاثر للمرور من جنبات شارع محمد الخامس. |