البطولة الاحترافية.. الوداد البيضاوي يكسب رهان مباراته أمام أولمبيك آسفي |
الأرصاد الجوية: طقس حار مرتقب السبت في عدد من أقاليم المملكة |
مرة أخرى.. المباريات ليلا بـ«العربي الزاولي» تخنق شوارع عين السبع والحي المحمدي (+صور) |
تحديد آخر موعد للحذف الجزئي لبعض القطارات المكوكية بالدار البيضاء |
موكوينا يختار لائحة الوداد البيضاوي لمواجهة أولمبيك آسفي |
«سوق الإثنين» في برشيد يجذب حتى البيضاويين.. لأن كل شيء فيه طازج | ||
| ||
آمال أبو العلاء - الشرق الأوسط يوم الإثنين هو بداية الأسبوع في المغرب، لكن في منطقة برشيد جنوب مدينة الدار البيضاء، يرتبط بالسوق الأسبوعي للفلاحين وسكان المنطقة، الذي يعرف بـ«سوق الاثنين» كونه ينظم كل يوم اثنين. الأمر لا يقتصر على برشيد؛ إذ إن لكل منطقة في البوادي المغربية يوما مخصصا للتسوق يطلق عليه «يوم السوق» ويحمل عادة اسم اليوم الذي ينظم فيه ذلك السوق، بل إن بعض المدن الصغيرة والبلدات باتت تحمل اسمه، منها على سبيل المثال بلدة سوق الأربعاء في منطقة الغرب. معظم رواد «سوق الاثنين» في برشيد من الفلاحين، الذين يأتون إليه عادة على ظهور دوابهم، ولكن حين يصل الفلاح إلى مدخل السوق يترك دابته في «فندق» الدواب، وهو مكان مخصص للحمير والخيول والعربات المجرورة.. مع أن هذه الظاهرة أخذت تتراجع خلال السنوات الأخيرة أمام انتشار وسائل النقل الحديثة، وبالتالي غدت «فنادق» الحيوانات تكاد تقتصر على المواشي التي تجلب إلى السوق الأسبوعي. يوجد كل شيء في «سوق برشيد»، مثله مثل غيره من الأسواق الأسبوعية الأخرى في مختلف أنحاء المغرب. غير أن «يوم السوق» بالنسبة لسكان البادية يوم غير عادي؛ إذ يبدأ الفلاح ذلك اليوم بأن يمضي بعض الوقت في «المقهى» للترويح عن نفسه، بعد عناء الانتقال من قريته أو مدشره إلى حيث يوجد السوق. وعموما يكون هذا «المقهى» عبارة عن خيمة كبيرة تتوسط السوق وحصيرة (سجاد من القش) وبعض «الكراسي»، التي هي عبارة عن صناديق خشبية تجلب عادة فيها الخضراوات والفواكه إلى السوق الأسبوعي. وفي «المقهى» يلتقي الأقارب والمعارف فيتبادلون أخبارهم. ويجتمعون حول أباريق الشاي الأخضر المنعنع، ومع الشاي يتناولون «الإسفنج» وهي عبارة عن فطائر من عجين القمح تقلى في الزيت، وعندما ينتصف النهار يتناولون المشاوي من لحم الضأن أو البقر. وغالبا ما تهيمن على جلسة «المقهى» الأخبار التي لها علاقة بالموسم الزراعي، بجانب الأحاديث التي لا تنقطع عن الأمطار، سواء تهاطلت أو لم تتهاطل، كما يتناولون أخبارهم وهي عادة تعرف هنا باسم «صلة الرحم». كذلك يغشى كثيرون «الحجام» - أي الحلاق - الذي ينقل لزبائنه، بدوره، آخر أخبار السوق والقرى المجاورة. ويتنقل الحلاقون في جميع الأسواق الأسبوعية، لذلك فهم وسيلة ممتازة لنقل الأخبار والمعلومات، لا سيما تلك التي يطلق عليها المغاربة تفكها «النميمة» أو «الخُبيرات»؛ وهي تصغير لكلمة «أخبار». وبعد جلسة «المقهى» يبدأ كل زبون في قضاء حاجياته واقتناء ما يلزمه من الخضراوات والفواكه الطازجة التي توضع على الأرض فوق أفرشة بلاستيكية. ويميز الأسواق الأسبوعية أن كل شيء فيها يباع طازجا. وتوجد «محلات» للجزارة (محلات القصابين) حيث يشتري المتسوقون ما يحتاجونه من لحوم. وهذه «المحلات» عبارة عن طاولات توضع في الهواء الطلق، تبيع لحما طازجا سواء كان لحم ضان أم بقر أم لحم دواجن. ومع التسوق في «سوق الاثنين» برشيد لا بد من بعض الترفيه. وهنا يلتف رواد السوق من رجال وشباب وأطفال، حول ما يعرف في المغرب باسم «الحلَقة»، ويتنوع ما يقدم في كل حلقة من عروض تقصد جلب السرور للناس. لا تذهب النساء إلى السوق إلا نادرا، لأن التقاليد في بعض البوادي لا تسمح بذلك، وإن ذهبت المرأة إلى هناك فلكي تشتري مستلزماتها الخاصة مثل الصوف الذي تستعمله لنسج السجاد والأغطية، ولكن عادة ما تترك مهمة التسوق للرجال. وعبر السنين اشتهر «سوق برشيد» بتنوع سلعه، مثل الحبوب بمختلف أنواعها، والأسمدة والأدوية الفلاحية والبيطرية وكل أنواع المغروسات، بالإضافة إلى عرض بعض مواد الصناعة التقليدية. ولكن في السنوات الأخيرة أخذت تزدهر في السوق تجارة الملابس والأحذية والأواني المستعملة التي تستورد من أوروبا، مما جعل السوق لا يقتصر فقط على الفلاحين بل بات يجتذب حتى بعض سكان مدينة الدار البيضاء، الذين يأتون إلى هذا السوق من أجل البحث عن ملابس وأحذية وأوان مستعملة تتميز بجودتها وسعرها الرخيص في آن. ثم إن هناك مَن يحرص على المجيء إلى السوق خصيصا بقصد شراء الخضراوات واللحوم والحليب والبيض الطازج. وفي هذا السياق، يتوافر سوق برشيد أيضا على عدة مرافق منها أماكن بيع المواشي والدواب والأعشاب. وعادة يتكلم بائع الأعشاب عبر مكبر الصوت بكلمات مختارة بعناية لاستمالة أكبر عدد ممكن من الزبائن الذين يقفون حوله على شكل دائري مثل حلقات «جامع الفنا»، أشهر ساحات مدينة مراكش، عندما يروج لأدوية ومستحضرات شعبية يزعم أنها تشفي جميع الأمراض والأعراض، ومن بين المستحضرات التي لاحظنا أنها تباع بكثرة في «سوق الاثنين» في برشيد «أدوية» لعلاج العقم وآلام الفم والأسنان وآلام الدورة الشهرية. الكل يأتي إلى «سوق الاثنين» في إقليم برشيد، إما لأنه يرغب في شراء شيء، أو لأنه يريد بيع شيء، وفي الحالتين، يعتقد أنه باع على ما يريد بيعه بسعر معقول، واشترى ما يريده بسعر بخس. | ||