عن / أزمور أنفو
يشكل تواجد المختلين عقليا والمتشردين في شوارع المدن المغربية وساحاتها العمومية ومحطاتها الطرقية بكثرة، ظاهرة مخلة بمظهر المدن المغربية، وخطرا على سلامة المواطنين ووصمة عار في جبين بلادنا وآفة ماسة بكرامة الإنسان بشكل عام.
هؤلاء لم يتوقعوا يوما أن تقذف بهم الحياة خارجها، وأن تقطع صلتهم بالواقع.. ولم يخطر على بالهم أنهم سيتحولون في أحد الأيام إلى مواطنين لا يعرفون حقوقهم وواجباتهم، كل ما في الأمر أن ظروفا جعلتهم يعيشون دون إدراك ما حولهم، وأياد «بئيسة» لم ترعهم وقذفتهم إلى الشارع دون مراعاة لكرامتهم.
إنهم المختلون عقليا .. يعيشون التشرد دون رحيم ولا رقيب، يأكلون مما تجود به أيدي المحسنين ومن فتات القمامة، يمارسون العنف والتخريب أحيانا كما يتعرض بعضهم إلى العنف والاغتصاب دون أن يذكروا شيئا. وبنظرات ثاقبة تسعى لتجميع ملامح المكان حولها، يتحركون بكيفية هستيرية دون تحديد وجهة الوصول. يرتدون ملابس متسخة وبأرجلهم الحافية، يجوبون مختلف الأزقة و الأحياء بشكل روتيني شبه يومي، هكذا تبدوا الصورة العامة للمتشردين و المختلين عقليا.
الظاهرة أصبحت تعرفها مدينة أزمور حيث شهدت خلال الأسابيع الأخيرة انتشار مهول لمجموعة جديدة من المتشردين والمختلين عقليا، المتخلى عنهم في مختلف شوارع وأزقة وأماكن عمومية بمدينة أزمور، إذ لا يكاد يخلو مكان من ظهور متشردين ومختلين عقليا جددا ليسوا مألوفين بالمدينة.
ويتساءل عدد من المواطنين بمدينة أزمور عن الجهات التي تقف وراء إغراق مدينة أزمور العتيقة بهؤلاء، الذين أكثرهم إما تخلت عنهم أسرهم أو مستشفيات الأمراض العقلية، أو أنهم جاؤوا من مدن أخرى إلى مدينة أزمور. |