لحدود السنوات القليلة الماضية، ظل الفلاحون بإقليم مديونة يعانون من آثار مجرى واد حصار بعدما أهلكت مقذوفاته الزرع والضرع وجعلتهم يعيشون حياة الضنك،تزيدهم معاناة روائح كريهة تزكم الأنوف واستمرار تدفق مخلفات المعامل الصناعية وفضلات سكان جماعة المجاطية ولاد طالب الملوثة لمجرى واد يخترق أراضي فلاحية شاسعة .
لكن، ومنذ خمس سنوات خلت، بدأت«الحياة البرية» تعود تدريجيا لهذه المنطقة بإقليم مديونة ، ومعها تغير نمط عيش صغار الفلاحين، فشمروا عن سواعدهم في حقول لزراعة «الفصة» و«الخرطال» .
الفضل في ذلك يعود لوجود مياه معالجة جديدة صارت صالحة لسقي مزروعاتهم ، بعدما أصبحت مياه الوادي تخرج من قناة محطة للتصفية والمعالجة سبق أن دشنها الملك محمد السادس وضيفه الرئيس الفرنسي
فرانسوا هولاند بداية أبريل 2013.
التغير الذي شهدته مياه مجرى واد حصار هو أمر ملموس يؤكده مزارعون التقى بهم طاقم «كازا 24» ،مضيفين أنه إلى جانب انتفاء الرائحة الكريهة التي كانت تزكم الأنوف ،أصبحت المياه التي تصب في الوادي صالحة للسقي الزراعي ،وبالرغم من مون المنطقة التي يقطنون فيها «حرشة» وأرضها لا تصلح لزراعة القمح والشعير، فإنهم يحصلون على علف طازج ومجاني لقطعان ماشيتهم بزراعة «الفصٌة» و«الخرطال».
الفضل في ذلك يعود لمنشأة بيئية مجاورة لمجرى واد حصار، وهي أول محطة من نوعها لتصفية المياه العادمة في المغرب وفي شمال إفرقيا تستعمل تكنولوجيا« التصفية بالأغشية».
تمكن هذه التقنية الكنولوجية من إعادة استعمال المياه العادمة بعد معالجتها من أجل السقي الزّراعي.
والبرغن من أنه تم تصميم محطة معالجة المياه العادمة لمديونة لحوالي 40 ألفا من السكان، فإنه من الممكن جدا أن يصل هذا الحجم إلى 80 ألف ساكن مستقبلا .
وتتوفر المحطة على قدرة معالجة 3800 متر مكعب من المياه العادمة في اليوم.
وللتخلص من الروائح الكريهة تم الاعتماد على نظام لإزالة الروائح، إذيتم تجفيف الأوحال داخل بناية مغطاة، مع وجود حرص كبير على أن تحترم جميع المشاريع المُنجَزة البئية وتُقدّم الخدمات الأساسية للمُساهَمة في تحسين إطار عيش السكان .