الأحد 22 شتنبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

تجزئة «الفردوس» بالحي الحسني تتحول إلى حظيرة تعج بالحيوانات والقوارض

كازا 24 الأحد 22 شتنبر 2024

لو زار محمد مهيدية، والي جهة البيضاء سطات، تجزئة الفردوس بحي الألفة بالبيضاء، لأعلن الاستسلام وإقراره بالفشل في الدفع بالعمال والمنتخبين إلى القطع مع الفوضى واللامبالاة، فالتجزئة نموذج حي على الفشل في التدبير والاهتمام بمصالح السكان.

 لا تبعد التجزئة عن مقر عمالة الحي الحسني والقطب المالي والمحكمة الاجتماعية الابتدائية، إذ يفترض أن تساير التنمية التي تشهدها المنطقة، لا أن يرفع المنتخبون ومسؤولو وزارة الداخلية شعار "عين ما شافت قلب ما وجع".

تعيش تجزئة الفردوس مشاكل حولت حياة مئات السكان إلى كابوس يومي، فمن الحفر التي استوطنت الأزقة إلى الباعة الجائلين، الذين يحتلون الأرصفة ويمنعون حركة السير، ولولا تدخل أعوان السلطة لسادت الفوضى، رغم أن "اليد الواحدة لا تصفق"، إلى الأزبال في الساحة الوحيدة ورائح الأسماك العفنة التي لا تشملها حملات النظافة بانتظام.

تصنف التجزئة ضمن "السكن الاقتصادي"، إذ أصبحت أشبه ب"زريبة" تحتلها حمير العربات المجرورة والكلاب السائبة، والحفر التي تستقبل سيارات الزوار في رحلة قد تنتهي بتكلفة إصلاح جديدة، ورغم الوعود المتكررة بإصلاح الطرق، يبدو أن هذه الحفر قد قررت الاستقرار بصفة دائمة، مما يجعل سكان الحي يتساءلون عن غياب "خريطة الحفر" في المنطقة.

أما الباعة الجائلون، فهم الحاضرون الغائبون في كل زاوية، وأرصفة التجزئة تحولت إلى أسواق متنقلة، حيث يمكن للسكان شراء كل شيء، بدءا من الخضروات إلى الساعات اليدوية والأحذية، دون الحاجة إلى مغادرة الحي. من يدري، ربما في المستقبل ستتوسع هذه الأسواق لتشمل حتى مبيعات السيارات المستعملة!

أما قصة النفايات، فتستحق أن تُروى، إذ يبدو أن النفايات اتفقت مع الحفر والباعة الجائلين على إقامة دائمة في الحي، إذ تراها تتراكم في كل مكان وكأنها تجري تجربة علمية لمعرفة مدى قدرة السكان على التحمل. والروائح تجربة مجانية قد تُغني عن شراء معطرات الجو.

لم يعد سكان تجزئة الفردوس يطالبون بالكثير، فقط بعض الشوارع التي لا تبتلع السيارات، وأرصفة يمكن استخدامها للسير بدلا من التسوق، وربما خدمات نظافة لا تحتاج إلى "معجزة" لتصبح فعالة. ولكن يبدو أن كل هذه المطالب البسيطة تحتاج إلى "مسؤول خارق" يهبط من السماء ليحل المعضلة.

كما جعل قرب التجزئة من بحيرة الألفة منها فضاء للقوارض والحشرات، بمختلف أنواعها، إذ استطاب لها المقام، في غياب تحرك من قبل المسؤولين بشركة البيضاء للبيئة، لتفعيل برنامج حملة محاربة الحشرات والقوارض.

ورغم كل الإمكانيات والموارد، التي يدعي المسؤولون توفيرها للحد من القوارض، تظل الجرذان والحشرات تتجول بكل حرية في شوارع وأحياء "الفردوس".

 لا أمل للسكان أن تقضي عاملة عمالة الحي الحسني دقائق في "الفردوس" علها تشفق على الأطفال المرضى بالحساسية، بسبب الأزبال والحشرات، أو يطوف رئيس المقاطعة بأزقتها، كما فعل في الحملة الانتخابية، عله يعاين مدى "ظلم" المنطقة من غياب أي مشروع بالمنطقة، فكلاهما منشغلان بأمور أخرى، أو يستمتعان بمكيف الهواء في مكتبيهما.

 خالد العطاوي