يعيش عدد من المنتخبين في مدينة الدار البيضاء حالة من القلق والترقب بسبب تأثير برامج الترحيل وإعادة الإيواء التي تشهدها العديد من الأحياء، خاصة تلك التي كانت تُعتبر خزانات انتخابية رئيسية لهم.

ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، تتزايد مخاوف هؤلاء المنتخبين من إعادة رسم الخريطة الانتخابية بطريقة قد تفقدهم السيطرة على معاقلهم التقليدية، ما يهدد حظوظهم في الاحتفاظ بمواقعهم السياسية.

وقالت الصباح التي أوردت التفاصيل، إن الدار البيضاء تعرف برامجا موسعة لإعادة إسكان قاطني الأحياء الهامشية ودور الصفيح، في إطار مشاريع التنمية الحضرية وإعادة هيكلة المجال العمراني، ورغم الأهداف الاجتماعية والتنموية لهذه المبادرات، إلا أن لها انعكاسات مباشرة على التوازنات السياسية، إذ تؤدي عمليات ترحيل السكان إلى مناطق جديدة إلى تفكيك القواعد الانتخابية التي اعتمد عليها بعض المنتخبين لعقود.

في هذا السياق، يعتبر عدد من المراقبين أن هذا التحول قد يؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي المحلي، حيث قد يجد المنتخبون الحاليون أنفسهم في مواجهة صعوبات كبيرة في استقطاب الناخبين بالمناطق الجديدة، بينما قد تستفيد أحزاب أو وجوه سياسية أخرى من هذه التغيرات الديمغرافية.

وتؤدي عمليات الترحيل إلى فقدان المنتخبين لكتل انتخابية كانت محسوبة لصالحهم، ما يفرض عليهم استراتيجيات جديدة للحفاظ على نفوذهم. ومع انتقال السكان إلى مجمعات سكنية حديثة، قد يجد المنتخبون الجدد فرصة لاستقطاب الناخبين في ظل تغير معايير الولاء السياسي. وتساهم هذه التحولات في تقليص هيمنة بعض الأحزاب التقليدية على دوائر انتخابية معينة، مقابل إعطاء فرص لأحزاب أخرى للتوسع.