شكل موضوع تعزيز الابتكار وريادة الأعمال التعاونية، محور لقاء جهوي نظمته المندوبية الجهوية لمكتب تنمية التعاون بجهة الدارالبيضاء-سطات، اليوم الثلاثاء بمركز تكوين وتنشيط النسيج الجمعوي والتعاوني للجهة.

ويندرج هذا اللقاء، المنظم بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن واللجنة الجهوية للتنمية البشرية والفاعلين المحليين في القطاع التعاوني تحت شعار "تعاونيات مبتكرة من أجل تنمية ترابية مستدامة"، في إطار مبادرة "بنك المشاريع التعاونية"، التي أطلقها مكتب تنمية التعاون، لدعم التعاونيات، وتسهيل ولوجها إلى أفكار المشاريع المبتكرة، وتعزيز الابتكار وجاذبية القطاع التعاوني.

وشكل هذا اللقاء، الذي تميز بمشاركة ممثلي عدد من التعاونيات النشيطة في مجالات مختلفة، وحاملي أفكار ومشاريع، وفاعلين اقتصاديين ومؤسساتيين وخبراء في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مناسبة لمناقشة سبل تعزيز دور التعاونيات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة ، وكذا عرض أفكار مشاريع مبتكرة في إطار الاقتصاد الاجتماعي.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المندوب الجهوي لمكتب تنمية التعاون بجهة الدار البيضاء -سطات، بوشعيب لهونيني، أن هذا اللقاء يروم تعزيز الاستثمار في القطاع التعاوني، وتسليط الضوء على المشاريع المبتكرة التي تساهم في التنمية المستدامة والشاملة، مشيرا إلى التزام المكتب بدعم التعاونيات وتشجيع الابتكار في هذا القطاع.

وأضاف أن مكتب تنمية التعاون يعمل بجدية على مواكبة التعاونيات في جهودها التنموية والابتكارية، مبرزا أن المكتب يسعى إلى تحفيز الإبداع وتشجيع بروز مشاريع تلبي الاحتياجات الخاصة بجهة الدار البيضاء-سطات.

وتابع أن هذا اللقاء يروم أيضا تعزيز جاذبية القطاع التعاوني وتوفير الآليات والحلول اللازمة للفاعلين من أجل ضمان نجاحهم في بيئة اقتصادية تتسم بارتفاع وتيرة التنافسية”.

من جهتها، أكدت رئيسة مصلحة بنك المشاريع والابتكار الاجتماعي بمكتب تنمية التعاون، حنان ميري، أهمية مبادرة "بنك المشاريع التعاونية" في دعم ومواكبة التعاونيات في انتقالها نحو نماذج أكثر استدامة وابتكارا.

وسجلت ميري، أن "هذا اللقاء يمثل خطوة أساسية في تعزيز الابتكار الاجتماعي داخل التعاونيات. وباعتبارنا بنك مشاريع، فإن دورنا يتمثل في تسهيل ولوج التعاونيات إلى الأفكار المبتكرة والتمويل اللازم لتحويلها إلى مشاريع ملموسة. نحن ملتزمون بتعزيز تأثير التعاونيات على أرض الواقع، لا سيما من خلال الترويج لحلول تعالج التحديات الراهنة في الجهة والمغرب بصفة عامة".

من جانبه، أكد المنسق الجهوي لمشاريع مؤسسة محمد الخامس للتضامن بجهة الدار البيضاء -سطات، عبد الحميد صنهجير، أن المؤسسة "ملتزمة بشكل كامل بتعزيز الابتكار الاجتماعي من خلال دعمها للتعاونيات، وخاصة تلك التي تهدف إلى تحسين ظروف عيش الفئات الهشة".

وأضاف، "نعمل بشكل وثيق مع العديد من الشركاء لتزويد التعاونيات بالوسائل اللازمة التي تحتاجها لتحقيق النجاح، وخاصة من خلال المواكبة التقنية والتمويل والتكوين."

وفي السياق ذاته، شدد رئيس مصلحة المنسقية الجهوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجهة الدار البيضاء-سطات، طارق المراكشي، على أهمية الشراكة بين المبادرة ومكتب تنمية التعاون في دعم تطوير التعاونيات، مشيرا إلى أن المنسقية الجهوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تدعم بشكل فعال المبادرات الرامية إلى تعزيز تمكين الساكنة المحلية، وخاصة الشباب والنساء.

وقال إن "القطاع التعاوني يعد محركا رئيسيا للتنمية المستدامة في الجهة ، ونبذل كل الجهود لتسهيل ولوج التعاونيات إلى الموارد المالية والتقنية لتعزيز نجاحها".

وتميز هذا اللقاء، بتقديم عروض ركزت على فرص التمويل والتكوين ، وبرامج مواكبة المقاولات والتعاونية الناشئة، وتقديم نظرة عامة حول القطاعات الأكثر تنافسية في الجهة.

وعلى هامش هذا اللقاء، تم تنظيم مسابقة "أفكار" (Ideathon)، لتحديد المشاريع التعاونية ذات التأثير الاجتماعي والاقتصادي القوي، بهدف مكافأة المشاريع الأكثر ابتكارا، والتي تحمل تأثيرا اجتماعيا واقتصاديا ملموسا، بهدف تعزيز الاستثمار في القطاع التعاوني.

ويندرج هذا اللقاء الجهوي في إطار سلسلة من اللقاءات المماثلة المنظمة بجميع جهات المملكة، والتي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الاجتماعي وتقوية التعاونيات باعتبارها محركا رئيسيا للتنمية الترابية.