نظمت عمالة مقاطعات مولاي رشيد، أمس الاثنين بالدار البيضاء، لقاء تواصليا موسعا، بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يتم الاحتفاء بها هذه السنة تحت شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”.

وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أكد عامل عمالة مقاطعات مولاي رشيد، جمال مخططار، أن هذا الاحتفاء يشكل فرصة ل"استشراف المستقبل بتفاؤل وإرادة راسختين لمواصلة النجاحات المحققة على مستوى الأهداف المرسومة، خاصة مع مشارف اختتام المرحلة الثالثة لهذا الورش الملكي".

وأشار إلى أن “الانتظارات مازالت كثيرة”، سواء على مستوى تمكين الشباب وتعميم الخدمات الأساسية أو تنمية الطفولة المبكرة، داعيا في هذا الصدد كافة الفرقاء المعنيين إلى ضرورة التفكير المشترك في تطوير أساليب التدخل وتعزيز الابتكار الاجتماعي، وجعل المبادرة أكثر اندماجا مع السياسة العمومية المحلية.

وأعرب عن أمله في جعل هذه المبادرة أنموذجا عالميا في تطوير الرأسمال البشري، وتجسيدا فعليا لمفهوم العدالة المجالية والاجتماعية، وذلك في إطار مشروع تنموي وطني متكامل، يجعل من المواطن في صلب مسار التنمية.

من جهته، أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي، سعيد الطراوة، أن عدد المشاريع المنجزة على مستوى النفوذ الترابي للعمالة خلال المرحلة الأولى للمبادرة (2005-2010) بلغ إجمالي 230 مشروعا ونشاطا ساهم صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إخراجها إلى حيز الوجود بنحو 77 مليون درهم، مشيرا إلى أن هذه المشاريع همت بالخصوص دعم الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية.

وبخصوص المرحلة الثانية (2011-2018)، أكد على أنه تحقق خلالها 107 مشاريع وأنشطة همت بالأساس مجالات الصحة، والتمدرس والتنشيط الرياضي ودعم البنيات الاجتماعية، ودعم الأنشطة المدرة للدخل وتقوية القدرات.

وقد رصدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 90 مليون درهم لإنجازها، أي ما يعادل 21 في المائة من الكلفة الإجمالية، فيما تكفل باقي الشركاء بالمبلغ المتبقي (332 مليون درهم).

وخلال المرحلة الثالثة (2019-2025)، تم إنجاز 80 مشروعا لفائدة 23 ألفا و854 مستفيدا في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، فضلا عن توجيه منصة الشباب لـ1089 شابا وشابة (من أصل 4364) لمحور دعم قابلية التشغيل، و2012 لمحور دعم المبادرة المقاولاتية، و 84 لمحور دعم الاقتصاد التضامني والاجتماعي.

وقد تميز هذا اللقاء التواصلي بعرض لشريط مؤسساتي، حيث تم الكشف من خلال شهادات حية عن عينة من المشاريع الناجحة التي رأت النور بفضل الدعم الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع باقي الشركاء في ظل الالتقائية والمقاربة التشاركية، وذلك إسهاما في تجسيد مظاهر التنمية المستدامة سواء على الصعيد المحلي أوالوطني.

يشار أن برنامج الاحتفال بهذه الذكرى على مستوى عمالة مقاطعات مولاي رشيد، يتواصل إلى غاية 26 ماي الجاري، حيث ستتخلله ثلاث لقاءات موضوعاتية ذات صلة، وتنظيم معرض للمقاولين المستفيدين من برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، إلى جانب زيارات ميدانية لعدد من المشاريع المحدثة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية