في خطوة جديدة تعكس الوعي المتزايد بأهمية الحفاظ على الموروث التاريخي والمعماري لمدينة الجديدة، صدر بالجريدة الرسمية عدد 7408 بتاريخ 29 ماي 2025، قرار وزير الشباب والثقافة والتواصل رقم 1060.25، المؤرخ في 18 أبريل 2025، القاضي بتقييد منتزه "بارك سبيني منيسبال" المعروف محليًا بـ"حديقة الحسن الثاني"، ضمن عداد الآثار الوطنية.

ويقع هذا الفضاء التاريخي في قلب مدينة الجديدة.

ويُعد من أعرق المنتزهات الحضرية بالمنطقة، حيث يشهد على تحولات عمرانية واجتماعية امتدت لعقود.

ويأتي قرار تصنيفه استجابةً للطلب الذي تقدّمت به جمعية ذاكرة دكالة للحفاظ على التراث، التي تضطلع بدور رائد في تتبع وصون المعالم التاريخية لجهة دكالة.

وعبر عبد الإله نفيس، المدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل بالجديدة، عن اعتزازه بهذا القرار، مؤكدًا  أن "قرار تقييد حديقة الحسن الثاني بمدينة الجديدة في عداد الآثار الوطنية يُعد مكسبًا هامًا للمدينة وساكنتها، ويأتي تتويجًا لمجهود جماعي شاركت فيه مكونات متعددة، من بينها المجتمع المدني، خاصة جمعية ذاكرة دكالة، والسلطات المحلية، وكذا مصالح وزارة الثقافة."

وأضاف المسؤول الإقليمي أن"هذا الفضاء العريق، الذي يحمل ذاكرة جماعية ممتدة لأجيال من سكان الجديدة، يستحق الحماية والتثمين، وسيكون إدراجه في لائحة التراث الوطني بداية لمسار جديد في الحفاظ عليه وتأهيله وفق مقاربة تراعي تاريخه وقيمته الرمزية والحضرية."

وقال أيضا "نشتغل حاليًا، بتنسيق مع شركائنا، على ملفات تقييد جديدة لمواقع تراثية أخرى بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، بهدف تعزيز إشعاع المنطقة ثقافيًا وسياحيًا، وجعل التراث رافعة للتنمية المحلية."

وقد لقي القرار دعمًا وموافقة من طرف عمالة إقليم الجديدة والمجلس الجماعي للمدينة، في تجسيد ملموس لروح التعاون المؤسساتي في خدمة قضايا التراث والتنمية الثقافية.

كما أشرفت لجنة التقييد والترتيب التابعة لوزارة الثقافة على تتبع واستكمال الملف التقني الذي ضمّ معطيات تاريخية ومعمارية دقيقة عن الحديقة.

من جانبها، ثمّنت نسرين الصافي، محافظة مدينتي الجديدة وأزمور، هذا القرار، مشيدةً بجميع المتدخلين الذين ساهموا في إنجاح عملية التصنيف، ومؤكدة أن هذا الإنجاز يُمثّل خطوة أولى نحو إعادة الاعتبار لمجموعة من المعالم التاريخية التي تزخر بها الجديدة وسيدي بنور.

ويُنتظر خلال الأسابيع المقبلة الإعلان عن تقييد معالم إضافية، في إطار سياسة متكاملة تعتمدها المديرية الإقليمية للثقافة بتعاون مع الفاعلين المحليين، لصيانة وتثمين التراث وربطه بالدينامية التنموية الشاملة.