في إطار الجهود الوطنية لضمان الحق في الولوج إلى الماء الشروب، تعتزم الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات بدء التشغيل التجريبي لمحطة تحلية المياه بجماعة الحوزية مع نهاية شهر أبريل الجاري.

 هذا المشروع ضمن خطة طموحة تشمل خمس محطات متنقلة متطورة لتحلية مياه البحر على مستوى إقليم الجديدة، في مسعى لتعزيز المخزون المائي وتلبية احتياجات الساكنة.

 محطة تحلية المياه بجماعة الحوزية، تشكل  لبنة أساسية ضمن هذا المخطط الطموح، الذي يجسد مقاربة استباقية لمواجهة الإجهاد المائي، من خلال تبني حلول مرنة وفعالة، تواكب التحولات المناخية والبيئية.

ويأتي هذا المشروع  وفق معطيات حصرية لموقع القناة الثانية ، في سياق المبادرات الرامية إلى ضمان الحق في الولوج إلى الماء الشروب، حيث يشمل إنجاز خمس محطات متنقلة لتحلية مياه البحر، موزعة على مناطق أزمور، المهارزة الساحل، أولاد عيسى، وأولاد غانم. وتهدف هذه المنشآت إلى دعم المخزون المائي للإقليم، بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 3.800 متر مكعب يوميًا.

ويعتمد المشروع على تقنية التناضح العكسي، التي تتيح معالجة مياه البحر وتحويلها إلى مياه شروب ذات جودة عالية، وفق أحدث المعايير البيئية.

كما يندرج هذا الورش ضمن استراتيجية استباقية لمواجهة ندرة المياه، من خلال استغلال الموارد غير التقليدية بطرق مستدامة.

وفي هذا الإطار، يجري حاليًا تنفيذ أربع محطات أخرى بالإقليم، من بينها محطتان بمنطقة أزمور، ستضيفان قدرة إنتاجية تصل إلى 2.160 متر مكعب يوميًا، مما يعزز من مرونة المنظومة المائية في مواجهة التحديات المناخية.

ويندرج هذا المشروع ضمن برنامج أوسع على مستوى جهة الدار البيضاء-سطات، يهدف إلى إنشاء 33 محطة متنقلة لتحلية المياه المالحة وإزالة المعادن، بقدرة إجمالية تناهز 255 لترًا في الثانية، أي ما يعادل 6 ملايين متر مكعب سنويًا.

وقد رُصدت لهذا البرنامج ميزانية تناهز 400 مليون درهم، حيث تم حتى الآن تشغيل 11 محطة من أصل 33 محطة مبرمجة، موزعة على أقاليم سطات وبرشيد وسيدي بنور والجديدة.

ويأتي هذا الورش المهيكل، الممول من طرف وزارة الداخلية، في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الأمن المائي وضمان استدامة الموارد، حيث أكد أحد المسؤولين أن "هذا الإنجاز يترجم التزامنا بمواكبة التحديات المائية من خلال حلول مبتكرة ومستدامة، تروم تحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين".