| تعطل إشارات ضوئية تربك حركة السير بعدد من شوارع الدار البيضاء |
![]() | وفد موريتاني يتعرف على تجربة الدار البيضاء في تدبير الشأن المحلي |
| الوداد يطرح تذاكر مواجهته أمام الزمامرة |
| الدار البيضاء القطب المالي الإفريقي بامتياز تتألق في قلب الحي المالي للندن |
![]() | منصات المخزون والاحتياطات الأولية .. بنيات جهوية موجهة للنشر السريع للإغاثة في حال وقوع كوارث |
المغرب يراهن على «معجزة مائية» في الدار البيضاء بدعم مالي ضخم من إسبانيا | ||
| ||
محمد دومة/ عن: الصحراء المغربية في زمن أصبح فيه الماء سلعة استراتيجية أكثر من أي وقت مضى، اختار المغرب ألا ينتظر المطر، بل أن يصنع ماءه بنفسه. في هذا السياق، برز مشروع تحلية مياه البحر في الدار البيضاء، الذي يُنتظر أن يكون الأكبر في إفريقيا، كرمز لطموح مغربي لا يتوقف، مدعوم هذه المرة بمساهمة مالية إسبانية تبلغ 340 مليون يورو. في الدار البيضاء، المدينة التي لا تنام، والتي يزداد عطشها يوماً بعد يوم مع تزايد عدد سكانها وتراجع الموارد التقليدية، كانت الأنظار هذا الأسبوع موجهة إلى مراسم التوقيع على اتفاق مالي وصفته مدريد بـ"الهيكلي"، بين المغرب وإسبانيا، لتشييد محطة عملاقة لتحلية مياه البحر، ستغذي أكثر من 7.5 ملايين نسمة، وتكلف نحو 887 مليون يورو. تحالف بين الرباط ومدريد... والماء في قلب الصفقة المشروع، الذي تنفذه شركة "أكسيونا" الإسبانية بشراكة مع شركتين مغربيتين تابعتين لمجموعة "أكوا" التي أسسها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، يرمز إلى مستوى الثقة بين الرباط ومدريد. فقد أكدت كاتبة الدولة الإسبانية في التجارة، أمبارو لوبيز سينوفيّا، أن المشروع "يجمع بين التكنولوجيا، والابتكار، وإدارة الموارد المائية، وسيُشغّل بالطاقة المتجددة". تصريحاتها جاءت خلال حضورها المراسم الرسمية رفقة وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية نادية فتاح العلوي. وذكرت المسؤولة الإسبانية أن بلادها تعبئ ثلاثة أدوات مالية لدعم هذا المشروع، أبرزها صندوق دعم تدويل الشركات الإسبانية (FIEM) بقرض يبلغ 250 مليون يورو، ووكالة ضمان الصادرات الإسبانية (CESCE) التي تؤمّن حوالي 80% من شريحة تمويلية تبلغ 70 مليون يورو، إضافة إلى مساهمة صندوق الاستثمارات الخارجية (FIEX) بـ31 مليون يورو. الرهان المغربي: من الندرة إلى السيادة المائية هذا المشروع ليس معزولاً عن رؤية مغربية استراتيجية طويلة المدى. فوزيرة المالية المغربية أكدت أن محطة الدار البيضاء تعد "من بين المشاريع الأكثر رمزية" ضمن خطة البلاد لإدارة المياه بشكل مستدام. خطة تهدف إلى إنتاج 1.7 مليار متر مكعب من المياه الصالحة للشرب عبر أكثر من 20 محطة تحلية أفق 2030، مقارنة مع 320 مليون متر مكعب حالياً. واختار المغرب أن يُشيد المحطة في منطقة "لمهارزة الساحل"، بإقليم الجديدة، على بُعد عشرات الكيلومترات جنوب الدار البيضاء. ووفقاً لمصادر من "أكسيونا"، فإن أشغال البناء، التي انطلقت في يونيو الماضي بحضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصلت إلى 20% من التقدم. وسيتم تسليم المرحلة الأولى، بطاقة إنتاجية تبلغ 548 ألف متر مكعب يومياً، في فبراير 2027، على أن تُستكمل المرحلة الثانية في غشت 2028 بطاقة إضافية تبلغ 274 ألف متر مكعب يومياً. إسبانيا تراهن على المغرب... والمغرب يفتح أبوابه ليس سراً أن الشركات الإسبانية ترى في المغرب اليوم سوقاً استراتيجية. فبحسب وزارة التجارة الإسبانية، هناك أكثر من 350 شركة إسبانية تنشط في مشاريع مغربية "ساهمت في خلق مناصب شغل ودعمت الاقتصاد المحلي". ويبدو أن محطة تحلية الدار البيضاء ستُشكل مرحلة جديدة في هذه العلاقة، عنوانها "الماء مقابل التكنولوجيا والتمويل". في النهاية، المشروع ليس فقط استثماراً في الماء، بل هو استثمار في الاستقرار والأمن الغذائي والسيادة الوطنية. والمغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يواصل هندسة مستقبله بخيارات عملية وواقعية، تجعل من كل قطرة ماء منتجة قصة نجاح جديدة. | ||