الجمعة 20 شتنبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

مثقفون يُحْيُون ذكرى«أنفاس» في معرض الكتاب بالدار البيضاء

كازا 24 السبت 13 فبراير 2016

عاد مثقفون مغاربة بذاكرتهم خمسين عاما إلى الوراء، وتحديدا سنة 1966، تاريخ تأسيس مجلة "أنفاس"، إحدى أهم المجلات الثقافية التي بصمت تاريخ المنجز الثقافي المعاصر بالمغرب، وذلك في احتفالية جرت بالدار البيضاء ضمن الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

وشكلت هذه المجلة، التي تأسست من طرف زمرة من المثقفين المغاربة من مشارب إبداعية تنوعت بين التشكيل والشعر والأدب، محطة فارقة في المشهد الثقافي المغربي أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي، حيث استطاعت أن تقدم نموذجا غير مسبوق للفعل الإبداعي الحامل لهموم وتطلعات مجتمعه.

وفي شهادات مؤثرة لأبرز مؤسسي هذه المجلة، التي كانت قد توقفت عن الصدور في 1973، اعتبر رواد هذا العمل أن هذه التجربة الثقافية والإنسانية المتفردة كان لها قصب السبق في أن تجمع الكلمة بالصورة البصرية، وأن تكون ملتقى لتجارب إبداعية من مدارس مختلفة، باللغتين العربية والفرنسية.

وقال الحاضرون إنه رغم حداثة تلك التجربة، وافتقادها للدعم داخل المحيط الثقافي والإعلامي، إلا أنها نجحت في أن تقدم منتجا اعتبر حينها بمثابة روح جديدة، ورحلة سفر جماعية انتقلت بالمثقف المغربي نحو تجارب حداثية أكثر التزاما بهموم المواطن المتطلع إلى مجتمع الحداثة والديمقراطية.

وأكدت تلك الشهادات، التي أدلى بها كل من عبد اللطيف اللعبي والطاهر بن جلون ومصطفى النيسابوري ومحمد المليحي، أن "أنفاس" كانت مشروعا ثقافيا مواطنا سعى إلى زرع بذور فكر تنويري وحداثي يروم المساهمة في تحقيق تغيير جذري في بنيات المجتمع التقليدية.

وأفادت الشهادات أن اللقاء هو لحظة مصالحة مع الذاكرة الجمعية، التي طالما ظلت حبيسة الرفوف والأدراج، وأيضا لحظة عرفان ووفاء بنضالات مثقفين آمنوا أن الحفاظ على الذاكرة وصيانتها من الاندثار يشكل قاعدة أي تحول ثقافي، ونقطة انطلاق نحو بناء ثقافة مغربية حاملة لكل قيم الفكر المعاصر والحر.

وتجدر الإشارة إلى أن مجلة "أنفاس" صدرت سنة 1966، في المغرب، بمبادرة من شعراء ثلاثة هم محمد خير الدين، ومصطفى النيسابوري وعبد اللطيف اللعبي الذي تولى إدارة المجلة، ليلتحق بهم فنانون تشكيليون ثلاثة هم فريد بلكاهية، ومحمد شبعة ومحمد المليحي.

ومن بين الرموز الثقافية التي تركت بصمتها على المجلة، إدريس الشرايبي، وعبد الكبير الخطيبي، وأحمد البوعناني، ومحمد برادة، وماريو دي أندراد، وأبراهام السرفاتي، وتوني ماريني، ومصطفى الأشرف، والجيلالي الغرباوي، وأندري لود، والطاهر بنجلون، ومالك علولة، ومحمد خدة، وأدونيس، وبرنارد جاكوبياك، وإيتيل عدنان، وروني دوبيستر، ودانييل بوكمان.