بحضور والي أمن الدار البيضاء.. تعزيزات أمنية تسبق مباراة الرجاء وسامارتكس الغاني |
الإطاحة بتجار للمخدرات وحجز كميات من الأقراص المهلوسة بإقليم سطات |
موكوينا يتخذ هذا القرار بعد التعادل مع اتحاد تواركة |
الدار البيضاء: حملة لتحرير أرصفة حي أناسي من الاحتلال للملك العمومي |
الدار البيضاء تحتضن النسخة الـ 12 من المهرجان الدولي «نجوم كناوة» |
جهة الدار البيضاء / سطات 2021 : الثقافة والفن على خطى طائر الفينيق | ||
| ||
عبد اللطيف الجعفري/و م ع لم تكن الثقافة والفن بمعزل عن الدينامية التي شهدتها جهة الدار البيضاء سطات ، سنة 2021 ، خاصة بعد الانفراجات المتتالية ، التي انفلتت من قبضة الفيروس التاجي ، الذي عكر صفو الحياة على كل المستويات والأصعدة. الثقافة والفن لم ينتظران طويلا كي يرسمان خطوات من أجل بعث الحياة في مختلف الأنشطة من جديد ، بعد حالة ركود طبعت مختلف المجالات ، حيث سارت الثقافة والفن على خطى طائر الفينيق ، الذي يجدد نفسه ذاتيا بشكل متكرر ، لأنه يولد من رماد احتراق جسده . فالثقافة والفن في جهة ضخمة بحجم الدار البيضاء سطات ، قد جبلا على الحياة والحيوية ، ضدا في الركود والموت الذي سعى ( الكوفيد) إلى نشره على نطاق واسع .
صحيح أن الحياة الثقافية والفنية لم تعد بالقوة المعهودة سنة 2021 كما يحصل في السنوات العادية التي سبقت سنة 2019 ، لكنها مع ذلك دشنت لمرحلة مغايرة قوامها العودة التدريجية لكل مظاهر الأنشطة ، التي تروي عطش الوجدان وتمتع النفوس وتخلق البهجة ، وتبني العقل .
ومن مظاهر هذا الانتعاش الثقافي والفني ، عقد ملتقيات ومهرجانات ولقاءات وندوات ومعارض ونقاشات ، بعضها جرى بشكل حضوي ، والبعض الآخر بشكل افتراضي ، في حين جمع عدد منها بين الحضوي والافتراضي ، لأن متطلبات الحماية والوقاية التي لها صلة بالأزمة الصحية كانت تفرض ذلك ، حماية لصحة الناس وحياتهم .
وإذا كان العالم الافتراضي قد ساهم بشكل كبير في رسم معالم هذا الانتعاش ، عبر منح مساحات واسعة للتفاعل الثقافي والفني ، فإن اللقاءات الفعلية الحضورية التي جرت على مستوى مختلف فضاءات جهة الدار البيضاء سطات ، قد أضفت على حياة الكتاب والفنانين وجمهورهم من عشاق الثقافة والفن بشتى ألوانه ، الكثير من الدفء الذي افتقدوه كرها .
وبالتوقف عند بعض المحطات الأساسية ، فإن غياب المعرض الدولي للكتاب والنشر، الموعد السنوي القار والكبير بالعاصمة الاقتصادية ، لم يمنع من معانقة الكتاب ومختلف المنشورات عبر توقيع بعضها حضوريا ، وعقد لقاءات بشأن أخرى افتراضيا، أو الإطلاع على أخرى وقراءتها عير ما تتيحه الشبكة العنكبوتية، وهو ما جعل الكتاب يتملكون مجددا بعضا من شغفهم وتفاعلهم مع جمهور القراء ، العاشق للشعر والرواية والقصة وعلم النفس ، والفكر وغيرها من مجالات المعرفة المختلفة.
على أن الأهم في هذه العملية في جانب منها هو الاحتفاء ببعض الكتب والمؤلفات التي اتخذت من الفيروس التاجي موضوعا لها من ذلك كتاب ” كوفيد الصغير ” للكتابة والجامعية لطيفة لبصير، الذي التقط لحظات صنعتها الجائحة ، مع إعادة صياغتها فغي قالب إبداعي قصصي .
كما تم الاحتفاء بإصدارات حول البعد النفسي للفيروس التاجي، موقعة من جامعيين متخصصين في علم النفس ، والتي ترصد ما سمي ب “الخوف المستجد”، وهي زبدة ثلاثة كتب صدرت في خضم الصدمة المتمخضة عن فيروس كورونا المستجد .
ويتعلق الأمر بكتب ” سيكولوجية الخوف الفيروسي”، الصادر سنة 2020 للجامعي عبد القادر أزداد ( أستاذ علم النفس بكلية الآداب عين الشق بالدار البيضاء)، ثم ” la psychologie de la peur virale ” للجامعية ليلى الشرقاوي ( أستاذة علم النفس بالكلية نفسها) ، وأخيرا وليس آخرا كتاب ” كورونا.. من نظرية الفوضى إلى اضطرابات الصدمة “، الصادر سنة 2021 ، للجامعي وأستاذ علم النفس أحمد الرياضي، الذي ينتمي للمؤسسة ذاتها.
وفي الاتجاه ذاته حرصت بعض الجهات على منح شحنة من الحياة لبعض المهرجانات الغنائية والملتقيات ، منها المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء في نسخته ال 33 ، الذي التأم تحت شعار ” المسرح والتأقلم ” كدلالة على التكيف مع الوضع الحالي ، ثم مهرجان سطات الوطني لفيلم الهواة في نسخته ال 14 ، علاوة على الملتقى الوطني التاسع للمقاهي الثقافية بمدينة الدروة إقليم برشيد .. وغيرها .
وما دامت جهة الدار البيضاء / سطات ، ترسخ دوما أقدامها في كل فعل وطني منذ زمان ، فقد كان لزاما النبش في الذاكرة والتراث الثقافي لبعض المناطق ، حيث عقد الملتقى الرابع عشر (14) للذاكرة والتراث الثقافي بالشاوية في موضوع:”المقاومة الشعبية في امْزاب – أولاد امْحمّد” وذلك بجماعة مكارطو في شهر يونيو 2021 ، والذي شكل فرصة لاستحضار القيم العليا للعطاء الوطني في فترة حرجة من تاريخ المغرب .
أما معارض الفنون التشكيلية والنحت والرسومات ، على تنوعها وكثرتها ، فقد بصمت على تواجد فني أعاد الحياة لمختلف الأروقة ، التي احتفت بالإنسان والحياة في أبعادها الجمالية. هكذا إذن هي الحياة بهذه الجهة ، التي انتفضت فيها الثقافة والفن سنة 2021 كي تعانقا آفاقا مغايرة ، من أبرز سماتها ، انتصار الحياة ضد الموت ، والحيوية ضد الركود ، والأمل ضد التشاؤم والخوف . | ||