السبت 21 شتنبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

مشاريع وبرامج متنوعة من لإعادة الحياة للمشهد الثقافي بجهة الدار البيضاء سطات

كازا 24 السبت 9 أبريل 2022

ربيعة صلحان/وم ع 

بعد أكثر من سنتين من الجمود بسبب الأزمة الصحية العالمية التي شلت مختلف جوانب الحياة، بدأ المشهد الثقافي المغربي يستعيد نشاطه، مستفيدا من الرفع التدريجي للقيود المفروضة جراء الجائحة.

وعلى غرار هذا النشاط على الصعيد الوطني، تشهد جهة الدار البيضاء-سطات دينامية جد مهمة خلال الفترة الحالية، مدفوعة بمواكبة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة، بالإضافة إلى مجموعة من المتدخلين على مستوى الجهة، من خلال إطلاق مشاريع متعددة لتأهيل البنيات الثقافية المتواجدة، وإنشاء بنيات جديدة من شأنها الرفع من مستوى العرض الثقافي بالجهة.

وتظهر هذه الدينامية أيضا من خلال تسطير برمجة غنية ومتنوعة، تتوزع على مدى السنة الجارية، من أجل تلبية انتظارات الساكنة المحلية المعروفة بتعطشها لكل ما هو ثقافي وفني.

وفي هذا الإطار أبرزت المديرة الجهوية لقطاع الثقافة بجهة الدار البيضاء سطات، حفيظة خيي، أن الجهة تشهد دينامية مهمة على الصعيد الثقافي خلال الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن الوزارة عملت على دعم ومواكبة الجهات الفاعلة في الحقل الثقافي من أجل إعادة الحركة والحياة إلى المنشآت الثقافية بالجهة.

وأوضحت السيدة خيي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الوزارة تشتغل بمعية شركائها على مجموعة من المشاريع التي هي في طور الإنجاز، والتي من المرتقب أن تصبح جاهزة للاستغلال قريبا، مبرزة أن هذه المشاريع تتوزع على محورين : التراث الثقافي، والبنيات الثقافية.

وفي ما يخص محور التراث الثقافي الذي يضطلع بأهمية كبيرة على صعيد الجهة، أشارت المندوبة الجهوية إلى أن عدة مشاريع ستصبح جاهزة في القريب، ويتعلق الأمر بالخصوص، بالمنتزه الأثري سيدي عبد الرحمان، “الذي يعد مشروعا مهما، وهو الأول من نوعه في إفريقيا، وهو عبارة عن منتزه يقدم فترة ما قبل التاريخ، باعتبار أن موقع سيدي عبد الرحمان من المواقع القديمة جدا”.

وأضافت أن الأمر يتعلق أيضا بمركز تأويل التراث بالمدينة القديمة للدار البيضاء (المدرسة العبدلاوية سابقا)، الذي يروم تعزيز المراكز التي تُعَرِّف بتراث الجهة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل بعض المواقع الأثرية، منها على الخصوص موقع طوما 1، وموقع أهل الغلام، وقصبة بولعوان، وترميم أسوار مدينة أزمور، ومشروع تأهيل قصبة المحمدية.

وبالنسبة لمشاريع البنيات الثقافية، أبرزت السيدة خيي، أن هذه المنشآت تعززت مؤخرا بافتتاح خلال الأسبوع الماضي، المركز الثقافي بوسكورة، والذي يحتضن مسرحا للعروض مع الكواليس، وفضاء للاستقبال والتوجيه، وورشتين للتكوين في الفنون التشكيلية، وفضاء خاص بالأطفال، ومكتبة، وقاعة للمطالعة، وقاعة متعددة الاختصاصات، بالإضافة إلى مسرح بالهواء الطلق.

وبالإضافة إلى المركز الثقافي بن سليمان الذي سيتم افتتاحه قريبا، تضيف السيدة خيي، يتم الاشتغال أيضا على مسرح بنمسيك ، ودار الثقافة الزمامرة ، ومسرح عفيفي الذي تم تأهيله وسيفتتح أيضا عما قريب.

ووعيا منها بخصوصيات جهة الدار البيضاء، التي تعد أكبر الجهات في المغرب والتي تضم كثافة سكانية مهمة، أكدت السيد خيي حرص الوزارة على تعزيز العرض الثقافي بالجهة، من خلال خلق منشآت في مختلف العمالات والأقاليم التابعة لها.

وأشارت في هذا الإطار إلى أنه يتم حاليا دراسة والتهييء لمجموعة من المشاريع المستقبلية، منها على الخصوص، إنشاء مركز ثقافي بسيدي بنور، ويتعلق الأمر بمشروع كبير من شأنه تعزيز البنية التحتية الثقافية بهذه المدينة، ومشروع “لارميتاج” بالدار البيضاء الذي سيضم مسرحا كبيرا يتسع لحوالي 480 شخص، بالإضافة إلى معهد جهوي للموسيقى والرقص بمدينة الدار البيضاء.

وفي هذا السياق أبرزت المندوبة الجهوية أن هذه المشاريع تتم بشراكة بين الوزارة والمجالس المحلية وجماعة الدار البيضاء، ومجلس الجهة، بالإضافة إلى انفتاح الوزارة على القطاع الخاص للاستثمار في المجال الثقافي من أجل النهوض بالصناعة الثقافية على مستوى الجهة.

وهكذا أكدت السيدة خيي، أن جهة الدار البيضاء-سطات تتوفر على بنيات ثقافية متعددة سواء التي توجد في ملكية وزارة الثقافة أو الجماعات المحلية أو الخواص، معتبرة أن عرض البنيات التحتية الثقافية متوفر بشكل كبير في الجهة، لكن يبقى الاشتغال على برنامج خاص لخلق حركة ثقافية وتنشيطية لهذه المنشآت الثقافية بما يتماشى مع انتظارات الساكنة.

وأبرزت في هذا الإطار أن المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بالجهة، عملت على وضع برنامج متنوع ومتكامل لتنشيط هذه المنشآت الثقافية، وتعزيز العروض الثقافية بالجهة، بما من شأنه تلبية حاجيات وانتظارات الساكنة المحلية.

وأوضحت أن هذه البرمجة ستنطلق بعد الشهر الفضيل مباشرة، حيث تم برمجة مجموعة من المهرجانات على رأسها مهرجان الزجل ببنسليمان، بالإضافة إلى تنظيم برمجة غنية في إطار فعاليات الاحتفال بيوم الموسيقى واليوم الوطني للمسرح.

وبعد أن ذكرت ببرنامج “المسرح يتحرك” الذي أطلقته الوزارة الوصية، أشارت إلى أن المديرية قامت بالتوقيع على اتفاقية شراكة لتنشيط الجهة على المستوى الثقافي، مع الشركة المحلية “كازا ايفنت”، ومجلس الجهة، ومجالس العمالات والأقاليم التابعة لها.

ومما لاشك فيه، فإن هذه المشاريع المتعلقة بتأهيل وتعزيز البنيات التحتية الثقافية بالجهة، من شأنها المساهمة في خلق حركة ثقافية وتنشيطية متميزة، تلبي انتظارات وطموحات ساكنة جهة الدار البيضاء-سطات، التي لطالما عرفت بشغفها وتعطشها للثقافة والتراث.