من بين أهم الإشكالات التي يعاني منها المسرح المغربي، بالنظر إلى التحديات التي وضعتها التكنولوجيا أمام المسرح بفعل تنامي الإقبال على التقنيات الحديثة من حواسيب وهواتف نقالة وأقراص مُدمجة، وتقلصِ الإقبال على المسارح في غياب تصورات علمية وعملية لمواجهة هذا المد الخطير الذي يتهدد المسرح بالمغرب، وغياب المسرح عن المقررات الدراسية، يوازيه غياب الوعي بقيمة المسرح، ودوره في التنمية الثقافية والاجتماعية والدورة الاقتصادية وفي تطوير المجتمعات الكونية.

إشكالية العزوف على ارتياد المسارح من قبل الجمهور، خاصة الفئات العمرية اليافعة والشابة، مرده لعدم كفاية البرامج التي من شأنها تهذيب الذوق العام وتقويم السلوك بما يحفز الشباب على الانخراط الفعلي والفاعل داخل النسق الثقافي بشكل عام.

"جمعية فضاء القرية للإبداع" من مُنطق خبرتها في التنظيم، وإصرارها على تطويع تجربتها في خلق مشاتل وروافد تغذي التجربة المسرحية المغربية، فكرت رأسا في قوافل الشباب من الحساسيات المسرحية الناشئة، وحاجتها الماسة إلى تقوية مداركها وتأهيلها لولوج أجندات فن الخشبة على منواله الصحيح، وذلك عبر تطوير مهاراتها في مجالات : ( فن العرض) و (التواصل وتبادل الخبرات والتجارب) و (التكوين في التخصصات المسرحية) لتوسيع معارفهم بتاريخ المسرح المغربي.

لهذا، بادرت إلى الإنخراط الفعلي في برنامج "أوراش" الذي ترعاه الحكومة المغربية ويدعمه "مجلس عمالة الدار البيضاء" وشاركت بمشروعها "ورشات في الشعب المسرحية وتداريب معملية في مجالات فن الخشبة" لفائدة الفئات العمرية اليافعة والشابة والحساسيات المسرحية الجديدة.

وبعد التأشير على مشروعها التنشيطي والثقافي والفني في إطار البرنامج الوطني "أوراش". ستشرع جمعية "فضاء القرية للإبداع" تحت إشراف "المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة الدار البيضاء – سطات"، في ترجمة برنامجها المحلي بـ"عمالة مقاطعات ابن امسيك"، طيلة أيام الأسبوع على امتداد الأربعة أشهر الأولى من العام 2023. بفضاءات "المركب الثقافي كمال الزبدي" و "مسرح ابن امسيك".