تم أمس  الجمعة، بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، افتتاح معرض تشكيلي جماعي بعنوان "School of Casablanca".

ويسلط هذا المعرض، الذي سيفتح في وجه العموم ابتداء من يوم غد السبت وحتى 14 يناير 2024 ، الضوء على إرث المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، وعلى بيداغوجيتها المبتكرة وجماليتها الحداثية، واستراتيجياتها الرائدة في مجال المعارض في مغرب سنوات 1960 .

كما يسلط معرض "School of Casablanca" الضوء على لحظة محورية في تاريخ الفن المغربي الذي كان له تأثير معتبر على كامل المنطقة: بداية الفن المعاصر في البلد المستقل الآن (1956).

وكان للوعي المدني الجديد الذي برز في هذا السياق، تداعيات على الفنانين والمثقفين المتطلعين إلى إعادة النظر في وظيفتهم الاجتماعية وظهورهم في الحياة العامة.

ولعل هذه المبادرة، التي تروم رصد إرث المدرسة على ضوء الفكر المعاصر ، تبقى ذات أهمية ضمن السياق المغربي أولا، ولكن أيضا في إطار تفكير أوسع حول الأدوات المنهجية التي وضعت في الغرب.

وأكدت مندوبة المعرض، ومؤسسة رواق ThinkArt، سلمى لحلو، في تصريح للصحافة، أن تدشين هذا المعرض يأتي ليختتم قرنا من البحث والبرمجة، مضيفة أن هذه التظاهرة الثقافية التي تتركز بالأساس حول إرث المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء وما عرفته من أوج خلال سنوات 1960 ، ستتواصل خلال شهر فبراير المقبل ببرلين.

وقالت "إنه تاريخ مدينة الدارالبيضاء التي شكلت مهد الحداثات الثقافية في مجالات متعددة كالسينما والمسرح والهندسة المعمارية وغيرها، والذي استلهمنا منه هذا المشروع"، مشيرة إلى أن هذا المعرض يتيح للجمهور المغربي والبيضاوي فرصة التواصل مع تاريخه.

ومعرض "School of Casablanca" فرصة من أجل إعادة النظر وإعادة تفسير أفكار وأعمال مجموعة من الفنانين والمثقفين (فريد بلكاهية، محمد شبعة، بيرت فلينت، طوني ماريني، محمد ميليحي) التي ساهمت في بناء أوج المدرسة(1964-1969).

إن هذه الطفرة الفنية والفكرية التي ميزت سنوات الستينيات بالدار البيضاء كانت في صلب الأبحاث الميدانية التي قام بها المشاركون في هذا المعرض الذي سيقام بخمس فضاءات بالمدينة، على غرار المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، والقبة، وحديقة الجامعة العربية، ورواق ThinkArt، وكنيسة القلب المقدس 'Sacré Cœur'''.

ويتمحور هذا المعرض حول ثلاث مواضيع هي "Making Art Public" (الفن الديمقراطي)، و"Modernist Esthetic and Popular Art" ( الجمالية الحداثية والفن الشعبي)، و "Artistic Practice and Everyday Life" (الممارسة الفنية والحياة اليومية)، ووضع سياق المناخ الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي برز فيه الفن المغربي المعاصر.

كما يتطرق المعرض إلى مساهمة هذه المدرسة، في الوقت الراهن، في تطوير مختلف الممارسات الفنية المندرجة ضمن الواقع الاجتماعي والسياسي المغربي المعاصر.

ويتم تنظيم هذه التظاهرة الثقافية بمبادرة من KW Institute for Contemporary Art (برلين)، و ThinkArt (الدارالبيضاء)، بشراكة مع Sharjah Art Foundationو l'Institut für Auslandsbeziehungen (ifa) ، و Goethe-Institut Marokko ، وZamân Books، و Curating .