تعتبر الفنانة التشكيلية المغربية مليكة الشاردي رائدة الفن التجريدي العربي بالنظر إلى ما حققته من تراكم فني ورواج على مدى 20 سنة، حيث شاركت في معارض كثيرة في أميركا منها معارض أقيمت للجاليات العربية والمغربية بمكتبة ساحة كينيدي بنيويورك ، وبرودوايز وفي عدد من صالونات الفنادق بالولايات المتحدة الأمريكية، وكتب عن تجربتها نقاد تشكيليون عالميون، وتم الاحتفاء بتجربتها في مختلف أنحاء المدن الأمريكية.
ظلت الفنان مليكة الشاردي تطور مسارها الفني رغم بعدها عن وطنها حاصدة بذلك اعترافا لعدد من المثقفين والنقاد بالمهجر وحائزة تقدير الفعاليات الأجنبية التي اعترفت بجمالية منجزاتها التشكيلية "التجريدي" من خلال اهتمام الجاليات العربية والمغربية .
ولدت مليكة الشاردي بمدينة طنجة، شمال المملكة، حيث استوحت كل الفنون منها الفن التشكيلي المعاصر فحملته معها إلى بلاد المهجر، وتعتبرمليكة الشاردي سفيرة الفن المغربي عبر ما راكمته من تجارب اخترقت به الولايات المتحدة الأمريكية، وفرضت نفسها على كل الحساسيات العالمية عبر بساطتها وعمق وصولها المباشر إلى مشاعر المتلقين.
وتتميز مليكة الشاردي على الجانب الإنساني في شخصيتها المتميزة، ذو الطابع الوجداني لمسارها الفني، عليمة بقصة اللوحات التي ترسمها وكأنها تعايشها وتقاسمها ألوانها وخباياها السحرية .
وتعتبر تجربتها في الفن التشكيلي التجريدي ومدى إعجاب بعض المنتمين إليها بتجربة عدد من الفنانات المغربيات، مقدرة وطنيتها وحبها للأرض والبساطة في العيش واللباس، لذلك لم تنسلخ من انتمائها الطبقي الشعبي رغم ما حصدته من مقومات الشهرة والنجاح. وبهذا تستعد مليكة الشاردي لعرض مشروعها الفني الجديد الرامي إلى الإبحار في عالم الفروسية والمرأة الصحراوية وقوافل الجمال .