استضاف رواق مريم حميش بالدار البيضاء مساء أمس الخميس، افتتاح المعرض الفردي "خيط الأعجوبة/ Le Fil de Merveille" للفنانة الروسية ألكسندرا برونينا، التي يمثل مسارها الفني تجسيدا حقيقيا للصمود والإبداع.

من خلال هذا المعرض، المفتوح أمام الجمهور إلى غاية 22 مارس المقبل، تكشف ألكسندرا برونينا، وهي فنانة صماء وبكماء وتعاني من إعاقة جسدية، عن عالم فني مليء بالمشاعر والعمق.

لغتها الوحيدة هي لغة الخيوط التي تنسجها على لوحاتها، مما يخلق ماندالات ساحرة وتركيبات نابضة بالحياة، تعكس عالمها الداخلي، وتشكل دعوة لاكتشاف الفن باعتباره وسيلة قوية للإدماج والمشاركة.

وبهذه المناسبة، أوضحت مريم حميش، مؤسسة ومديرة الرواق أن "ألكسندرا برونينا، التي قدمت من موسكو لعرض أعمالها، هي فنانة ذات موهبة استثنائية، حيث تعكس أعمالها رؤية فريدة للعالم. ومن خلال تركيباتها المستوحاة من الطبيعة، تدعونا لاستكشاف عالم يتجاوز فيه الفن الكلمات".

وأضافت في تصريح للصحافة أن "مسار هذه الفنانة يجسد تماما المهمة التي نريد تحقيقها، وهي إعطاء صوت وإتاحة الفرصة للظهور لفائدة الفنانين ذوي الاحتياجات الخاصة". وأبرزت السيدة حميش أنه "من خلال هذا المعرض نفتح فصلا جديدا مخصصا للفن الاجتماعي والإنساني. نرغب في مرافقة هؤلاء الفنانين وتوفير إطار عمل احترافي لهم"، مشيرة إلى أن "10 في المائة من عائدات مبيعات المعارض التي تنتمي إلى مجال الفن الاجتماعي والإنساني سيتم توجيهها إلى جمعية "يانيس"، التي تعمل من أجل إدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مبادرات فنية وثقافية".

من جانبه، أكد سين ألكسندر، مدير "البيت الروسي" بالرباط أن "هذا المعرض هو أكثر من مجرد عرض فني، إنه رسالة أمل. ألكسندرا، بموهبتها وحساسيتها، تذكرنا بأن الفن ينير حتى أكثر المسارات صعوبة".

وأضاف: "لطالما استقبلنا بفرح فنانين مغاربة في البيت الروسي بالرباط، احتفاء بالروابط الثقافية والفنية العميقة بين بلدينا. اليوم، نشهد تبادلا جميلا، ونحن فخورون برؤية ألكسندرا برونينا تشارك عالمها الساحر مع الجمهور المغربي". بدورها، قالت هدى النجار الجعيدي، رئيسة جمعية يانيس: "أشعر بسعادة غامرة بمشاركتي في هذه المبادرة الرائعة التي تسلط الضوء على فنانة استثنائية. ألكسندرا برونينا تجسد قوة الفن، القادر على توفير مساحة للتعبير والازدهار، بغض النظر عن الظروف التي يعيشها الإنسان".

وتابعت: "بفضل الالتزام مثل الذي أبان عنه رواق مريم حميش، نتقدم نحو مشهد فني أكثر شمولية، حيث يمكن لكل فنان، بغض النظر عن خصوصياته، أن ي عترف به وي حتفى بفنه".

ويمثل المعرض الفردي "خيط الأعجوبة" مرحلة مهمة لرواق "مريم حميش"، الذي يحتفل بمرور ثلاث سنوات على تأسيسه، من خلال إطلاق قسم الفن الاجتماعي والإنساني، حيث يهدف هذا الفصل الجديد إلى تسليط الضوء على الفنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومرافقتهم، وتوجيههم، ومساعدتهم على إيجاد موطئ قدم لهم في عالم الفن.