اختتمت أخيرا فعاليات الدورة السابعة عشرة لملتقى "شاعر دكالة"، المنظمة تحت شعار "الشعر والإعلام بصيغة المؤنث" بتكريم كل من الشاعرة الإعلامية وداد بنموسى، صحافية بوكالة المغرب العربي للأنباء، والشاعرة الإعلامية حفيظة الفارسي رئيسة القسم الثقافي بجريدة الاتحاد الاشتراكي.

واختارت هذه الدورة المنظمة من قبل مؤسسة مازغان للثقافة والإعلام بتعاون مع جمعية الإسماعلية للتواصل والتنمية بالجديدة، أن تحتفي بتقاطعات الشعر والإعلام بصيغة المؤنث، في اعتراف صريح بقوة الحضور النسائي في المشهد الإبداعي والإعلامي، وتكريما لإبداع المرأة الشاعرة وحضورها النوعي في الوسط الإعلامي، وتفعيلا لرهان الانفتاح على قضايا التعبير النسائي، حيث سلطت الضوء على التداخلات الجمالية والتأثيرية بين الشعر والإعلام في تجلياتها النسائية.

وقد راكمت وداد بنموسى خبرة كبيرة في مجال الصحافة المكتوبة لأزيد من 15 سنة، وفي الإعلام السمعي البصري لأزيد من 10 سنوات، وتميزت بتقديم برامج ثقافية بالقناة الفضائية M24، وقناة ميدي 1 تيفي، إلى جانب عدد من المؤسسات الإعلامية المكتوبة.

وتوجد أعمالها الشعرية ضمن أنطولوجيات فرنسية وإسبانية وأمريكية، وتركية وهولندية وفارسية، حيث أصدرت 12 مجموعة شعرية مترجمة إلى عدة لغات حية. 

فيما تشغل حفيظة الفارسي رئاسة القسم الثقافي بجريدة الاتحاد الاشتراكي، والمسؤولة عن "الملحق الثقافي" بها، وهي عضو المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للصحافة الثقافية. صدر لها ديوان شعري سنة 2022 عن بيت الشعر في المغرب موسوم بـ "خوذة بنصف رأس"، وشاركت في عدة مهرجانات شعرية وثقافية داخل المغرب وخارجه، كما ساهمت في عدد من الكتب الجماعية مثل "تنطفئ الأيقونات لكنها لا تموت" عن الراحل عبد الرحمان اليوسفي، "الطفل الذي كنته"، "المتشظي: عن الشاعر الراحل عبد الحميد بن داوود". 

وتميزت الدورة التي احتضنها يوم السبت 3 ماي الجاري مسرح الحي البرتغالي بالجديدة بمشاركة وازنة لعدد من الشاعرات، مما أضفى على هذا الحدث بعدا إبداعيا خاصا وأغنى المحتوى الشعري برؤى نسائية متفردة، ويتعلق الأمر بكل من سناء راكيع، أمينة الأزهر، منية خديري، نعيمة مفيد، عزيزة صبان، حفيظة الفائز، فاطمة بلعروبي، خديجة روضابي، فتيحة بلالي وبديعة القضيوي الإدريسي، إلى جانب فقرات موسيقية راقية أضفت على الأجواء مسحة فنية زادت من تفاعل الجمهور وثراء البرنامج الثقافي، بمشاركة كل من الفنانة هاجر الحجوي، خولة فنان، ويسرى كرام، والفنان عبد اللطيف وداع.

وشهدت هذه الاحتفالية تتويج الفائزتين في مسابقة الشعراء الشباب، التي دأبت إدارة الملتقى على تنظيمها كل دورة، تشجيعا منها للمواهب الشابة، حيث كان الفوز حليف كل من نهيلة العربي في صنف الشعر الفصيح عن قصيدة "بين لا ونعم"، ونعيمة الضميري في صنف الزجل عن قصيدة "صروف العشق".

وأوضح رئيس الملتقى نفساوي بوشعيب، أن تنظيم هذه الدورة كانت مناسبة  للإسهام في ترسيخ صورة المرأة الشاعرة والإعلامية، وفتح النقاش حول تحديات تمثيلها في المشهد الثقافي، فضلا عن إبراز دورها في تجديد الخطاب الشعري وتوسيع دوائره التواصلية، مشيرا أن الملتقى ساهم بشكل كبير وطيلة دوراته في إشعاع المجال الثقافي لمدينة الجديدة، وتثمين الجهود المبذولة للاحتفاء بالشعر والموسيقى، إلى جانب دوره المتميز في تكريس ثقافة الاعتراف وتكريم أسماء لها مسار حافل في الخلق والإبداع على عدة مستويات، وأيضا مناسبة للاحتفاء بجهود الشعراء الشباب، واكتشاف أصوات شعرية جديدة.