السبت 24 ماي 2025
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

«الهدهد والطيور الاثنا عشر»..عرض فني تربوي لإيقاظ الوعي منذ الطفولة في سيدي مومن

كازا 24 الخميس 22 ماي 2025

تحت شعار "دلّني على عنايتك بأطفالك، أُخبرك بعظمة حضارتك"، وفي إطار مهرجان سيدي مومن للطفولة ما قبل المدرسية “بذور وجسور”، تنظم جمعية أم الغيث بشراكة مع وكالة Par-Chemins Concepts، عرضًا موسيقيًا مسرحيًا فريدًا من نوعه بعنوان: “الهدهد والطيور الاثنا عشر”، وذلك يومي 2 و3 يونيو 2025، بمركز غالي برادة التابع لمؤسسة أم كلثوم بسيدي مومن، الدار البيضاء. 

يُعتبر هذا العرض الإبداعي ثمرة برنامج سنوي طموح يهدف إلى إيقاظ الحس الثقافي والروحي لدى أطفال التعليم الأولي، من خلال اعتماد أدوات الفن والتعبير والرمز. وقد استُلهم من رائعة فريد الدين العطار الصوفية “منطق الطير”، وأعيدت كتابتها بأسلوب شعري مبسّط باللغة الدارجة تحت عنوان “الهدهد والطيور الاثنا عشر”، لتصبح قريبة من خيال الطفل، محافظة في الوقت نفسه على عمقها الروحي والمعنوي.

جاءت مبادرة “بذور وجسور” انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الربط بين الطفل وعمقه الثقافي والروحي منذ الصغر، يشكل أساسًا لبناء الثقة بالنفس والانفتاح على العالم. وفي أحياء حضرية كحي سيدي مومن، تبرز الحاجة إلى خلق فضاءات للجمال والمعنى والنمو المتكامل، ليصبح الفن جسراً تربويًا حقيقيًا للتغيير.

 

تضمن المشروع سلسلة من الورشات التربوية والفنية التي شارك فيها الأطفال، مثل المسرح، والرسم، وصناعة المجسمات، ولعب الأدوار، والغناء، تحت إشراف تربويين وفنانين مختصين، بهدف تمكين الطفل من التعبير عن نفسه من خلال التقمّص الفني والمشاركة الإبداعية.

ويتميز المشروع بمنهج سيكوبيداغوجي متكامل، يُعلي من شأن العاطفة والإبداع والتشاركية في مسار الطفل، ليجعل من الفن أداةً حقيقية للتحول والتنمية الشخصية.

لم يتوقف المشروع عند الأطفال فحسب، بل شمل كذلك أسرهم من خلال تنظيم ورشات ولقاءات عائلية، سعت إلى تعزيز الروابط التربوية والعاطفية بين الطفل ومحيطه، مما أضفى على التجربة طابعًا مجتمعيًا عميقًا.

ويُعد عرض “الهدهد والطيور الاثنا عشر” تتويجًا لهذا المسار، حيث سيشارك الأطفال بأنفسهم في التمثيل والغناء، بعد أن خاضوا كل مراحل التحضير، ما يمنح العمل صدقًا عاطفيًا وقيمة رمزية كبيرة. 

شارك في إعداد هذا العمل الجماعي نخبة من الفنانين المعروفين، من بينهم أمل عيوش، إسماعيل العلوي، صوفيا هادي، تحت إشراف المخرجة ليلى الصقلي لامي، وبمساهمة دريس الصقلي، ليلى السلاوي، حياة أرهوني، ومربيات جمعية أم الغيث. 

إن الفن في حي مثل سيدي مومن ليس ترفًا، بل هو فعل مقاومة وسبيل لإعادة بناء الأمل، وتوسيع أفق الأطفال، ومساعدتهم على إعادة تشكيل نظرتهم لذواتهم ولمستقبلهم.

وقد أُنجز هذا المشروع بدعم مؤسسي من مؤسسة أم كلثوم، وبمساهمة شخصيات مرموقة أبرزها فوزي الصقلي، مما يعكس روح التعاون والتنسيق والمهنية العالية التي ميزت جميع مراحل هذا المسار التربوي الثقافي.