الجمعة 30 ماي 2025
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

تكريم لطيفة لبصير بالدار البيضاء بعد فوزها بجائزة الشيخ زايد للكتاب

كازا 24 الثلاثاء 27 ماي 2025

احتفت الثانوية الإعدادية سكني بمدينة الدار البيضاء، بالكاتبة والأديبة والأستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، لطيفة لبصير، بمناسبة فوزها بجائزة الشيخ زايد للكتاب، في دورتها التاسعة عشرة، عن روايتها "طيف سبيبة"، التي توجت في فرع أدب الطفل والناشئة.

وجاء هذا التكريم تتويجا لمساهمة الكاتبة في معالجة موضوع طيف التوحد من خلال مقاربة سردية تجمع بين العمق الإنساني والبعد التربوي، وهو ما جعل الرواية تحظى بإعجاب واسع داخل الأوساط الأدبية والنقدية.

وقد تميز اللقاء بحضور مدير المؤسسة، عمر حندار، وممثلة جمعية الآباء، إلى جانب ثلة من تلاميذ وتلميذات نادي القراءة والإبداع، الذين قدموا قراءات نقدية متفاعلة مع العمل، عبروا من خلالها عن وعي لافت بتفاصيل الرواية وشخصياتها.

وفي افتتاح فقرات اللقاء، قدم التلميذ إلياس أشكاج ورقة تعريفية عامة حول الرواية، مبرزا الخطوط العريضة للقصة وأهم القضايا التي تطرحها. تبعته التلميذة خولة الصالحي بورقة معنونة بـ"إبداعات راجي"، سلطت فيها الضوء على التحولات التي عرفتها شخصية الطفل راجي، بفضل الدعم المتواصل من والدته، التي واكبته في تفاصيل يومية صغيرة مكنته من التعبير عن ذاته عبر أنشطة يدوية وفنية مثل السباحة وصناعة القلادات. 

أما التلميذة وصال التاج، فاختارت الغوص في "مواقف انفعال شخصيات الرواية"، مركزة على المشاعر المتأججة التي تعيشها الشخصيات في محيط راجي، بدءا من نوبات الغضب التي يمر بها بسبب المحفزات الحسية، وصولا إلى التوترات التي تعانيها شقيقته هبة، التي وجدت نفسها مهمشة عاطفيا داخل الأسرة، ما جعلها تنفجر بصمت، على نحو يعكس وجها آخر للمعاناة في ظل تركيز الأبوين على راجي.

من جهتها، تناولت التلميذة إخلاص المنصوري في مداخلتها أهمية التفاصيل الصغيرة في حياة البطل، واعتبرتها مفتاحا لتحولات كبرى في شخصيته، بينما اهتدت زميلتها ريم خريبش إلى إبراز الجانب الإنساني المرح في الرواية، عبر التقاط لحظات خفيفة تضفي توازنا على الأجواء المشحونة.

وفي مداخلة ذات بعد اجتماعي وتوعوي، دعت التلميذة بسمة كميح إلى نبذ التنمر وتعزيز ثقافة تقبل الآخر، مشيرة إلى ما يواجهه أطفال طيف التوحد من مواقف إقصاء داخل المدرسة أو المركز، وشددت على ضرورة إدماجهم الفعلي في المحيط التربوي والاجتماعي، من خلال التوعية بمواصفاتهم واحتياجاتهم الخاصة. واختتمت المداخلات التلميذة آية أبو الأكباش برسالة "سبيبة" إلى العالم، مستحضرة البعد الرمزي للرواية، ودورها في فتح نوافذ للتفاهم والتضامن. 

وفي سياق متصل، تحول لقاء التكريم إلى جلسة نقاش مفتوح شارك فيه التلاميذ والأمهات، وعبر الحاضرون عن تقديرهم الكبير للكاتبة، التي أجابت بإسهاب عن مختلف الأسئلة، مبدية إعجابها بالقراءات العميقة التي قدمها التلاميذ، خصوصا ما يتعلق بشخصية هبة، التي اعتبرتها محورا أساسيا في الرواية، وركنا داعما لراجي ووالدته.

وتفاعلن الأمهات بدورهن مع مضامين الرواية، وأجمعن على أهمية طرح موضوع كهذا، لا سيما أن تفاعلهن جاء من خلال إشراك بناتهن لهن في نقاش الرواية داخل البيوت. وقد عبرن عن تعاطف كبير مع شخصية هبة، التي تنازلت عن جزء من طفولتها لصالح أخيها، معتبرات حضورها داخل النص تجسيدا لصوت الفئة الصامتة في مثل هذه التجارب الأسرية، ومؤكدات أن العمل نجح في نقل هذه المعاناة بصدق وشفافية.