الجمعة 13 يونيو 2025
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

الدار البيضاء تحتضن معرض «إرث» للفنان الكونغولي دجو إلانغا، احتفاء بالموروث الثقافي الإفريقي

كازا 24 الخميس 12 يونيو 2025

 جرى، أمس الأربعاء برواق (Tours Végétales) بالدار البيضاء، افتتاح معرض "إرث" (Héritages) للفنان التشكيلي الكونغولي دجو إلانغا، بحضور عدد كبير من عشاق الفن والثقافة.

ويقدم هذا المعرض الفردي، المنظم إلى غاية 20 يوليوز المقبل، من قبل Art First Galerie تحت إشراف سلمى نجيب، تجربة غامرة في عالم فنان يعكس مساره الاستثنائي صورة أفريقيا النابضة بالذاكرة والتجدد.

ويحتفي دجو إلانغا بالهوية الأفريقية من خلال استكشاف الجوهر الأصيل للقارة السمراء. وباعتماد لوحات مستوحاة من وطنه الأم، جمهورية الكونغو الديمقراطية، يدعو الجمهور إلى إعادة التواصل مع جذوره في عالم يتسارع في اتجاه الحداثة.

وفي هذا الصدد، قال الفنان التشكيلي دجو إلانغا: "في هذا المعرض أستكشف الجذور المرئية والخفية التي تغذي هويتنا. وعبر أنماط القماش الأفريقي (واكس)، والأقنعة، والأشكال المنحوتة، أمنح صوتا للأسلاف وللصمت"، مشيرا إلى أن "هذه الأعمال تشكل جسورا بين الأمس واليوم، بين التقاليد والإبداع".

وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن "الإرث ليس مجرد ما نتلقاه، بل هو اختيار ما نحتفظ به، وما نغيره وما نحكيه".

من جهة أخرى، أعرب دجو إيلانغا عن امتنانه العميق وسعادته لعرض أعماله في المغرب، البلد الذي يعتبره بلده الثاني، موضحا أنه "للعرض هنا في المغرب وقع خاص علي. إنه البلد الذي اكتشفت فيه من جديد رسالتي الفنية. العودة اليوم إلى هذه الأرض التي شهدت ولادتي كفنان، وعرض أعمالي في إطار معرض إرث، هو بمثابة تحقيق لحلم".

وتابع: "منحني المغرب مساحة من الحرية، والإنصات، والإبداع. هذا المعرض هو حوار بين حكايتي الشخصية، وقصة قارتي، وتاريخ هذا البلد المضيف".

من جانبها، قالت سلمى نجيب، المشرفة على المعرض والمؤسسة الشريكة لـ Art First Galerie، في تصريح مماثل، إن هذا المعرض هو أكثر من مجرد تكريم لمسيرة دجو إيلانغا، مضيفة أنه يعد "احتفاء حقيقيا بالفن الأفريقي في المغرب، بلد التقاء الثقافات حيث تتقاطع الحضارات، تتحاور، وتثري بعضها".

وأوضحت أنه من خلال معرض "إرث" تعبر إفريقيا عن نفسها بروح الوحدة والإعتراف بالموروث الثقافي المتنوع الذي يشكل ملامح وهوية القارة.

وأضافت "تتولد في أعمال إلانغا صلات عميقة بين شخصيات من أجيال مختلفة، يبعث فيها الحياة بروح من المشاركة، التسامح، ومحبة الآخر، وهي قيم أساسية يحملها الفنان في جوهر رؤيته".

يذكر أن دجو إلانغا، المنحدر من كينشاسا، استقر بالمغرب سنة 2013 لمتابعة دراسته في مجال المعلوميات بمدينة مكناس، قبل أن يقرر التفرغ للفن سنة 2016 ويستقر في الرباط لتطوير مشروعه الإبداعي.

ويعرف اليوم، بأسلوبه الفريد وألوانه النابضة بالحياة، حيث تجسد لوحاته إرثا ثقافيا إفريقيا غنيا، تجمع بين الذاكرة والهوية والمستقبل.