تصويـر :عبد الرحيم باجوري Aicpress

عاشت مدينة أزمور، مساء أمس الجمعة، على إيقاعات الموسيقى العريقة التي وقعها مجموعة من الفنانين المغاربة و الجزائريين و التونسيين في اطار الدورة السابعة لمهرجان ملحونيات التي تتواصل فعاليتها في المدنية ، حيث حلق هؤلاء المبدعين بالجمهور ، عبر أغانيهم و قصائدهم التراثية الخالدة ،الى دروب الموسيقى العريقة في المنطقة المغاربية من ملحون و طرب الالة و الغرناطي و المالوف و الفن الشعبي الجزائري.

وهكذا، شنف مجموعة من الفنانين البارزين ، وكذا حاملي مشعل هذه الموسيقى العريقة ، مسامع عشاق الموسيقى الاصيلة بأورع الابداعات ، و حملتهم الى ماضي بعيد تليد ، من خلال إيقاعات وأصوات موسيقية تمتح من ثراء وتنوع الثقافة المغاربية .

وقد افتتحت الامسية الموسيقية ، بالأداء الرائع للفنان التونسي علام عون يرافقه أوركسترا فن المالوف الجزائري الذي أطربت الجمهور بمقتطفات من اجمل الاغاني لهذا الفن العريق.

وبالاضافة الى النصوص الدينية العريقة لفن المديح و السماع ، امتع الفنان التونسي عالم عون الجمهور بباقة من القصائد و الاشعار الرائعة ذات الحمولة الدينية و الاجتماعية.كما استمتع الجمهور بالإبداع الموسيقي الاصيل و المعاصر الموقع من قبيل المطرب و الملحن المغربي الواعد رضوان الاسمر و مجموعته، من خلال نجاحه في تحقيق توليفة ممتازة بين موسيقى كناوة و الملحون.

و قد ألهب رضوان الاسمر، الذي حصل على جائزة المهرجان، حماس الجمهور بعد أن أدى ببراعة بعض روائعه من قبيل قصيدة (ناكر لحسان) الشهيرة ، التي رددها معه الحضور بكل تلقائية و انسجام تام .

و في نهاية هذه الامسية الفنية ، استمتع الجمهور بباقة من الاغاني الجميلة مخصصة لفن الملحون قدمها مجموعة من الفنانين المغاربة المتخصصين في هذا الفن من ضمنهم سعيد كنون من فاس و محمد واريثي من مكناس و محمد بلحاج من مراكش .

و تحتفي دورة هذه السنة، المنظمة تحت شعار«الصناع التقليديون، صناع الفرجة في فن الملحون»، بالموروث الموسيقي المغاربي في تلويناته المتعددة من فن الملحون والآلة وفن المالوف والإنشاد الصوفي والتراث الشعبي، وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين المتألقين من تونس والجزائر وفرنسا والمغرب، علاوة على الاحتفاء بإبداعات الموسيقيين والفنانين الشباب، وبتجاربهم الموسيقية في التعامل مع التراث المغاربيكما أنها تروم رد الاعتبار للصناعة التقليدية التي احتضنت ورعت هذا التراث، تثمينا للدور الذي لعبه الصناع التقليديون في إثراء هذا الإبداع، من خلال إسهاماتهم المتميزة في صناعة الفرجة عبر نظمهم لقصائد بقيت خالدة عبر قرونوفي .

هذا الإطار، سيعقد الملتقى ندوتين علميتين تتناولان “فن الملحون وموسيقى الآلة، المشترك والتفرد في التراث المغربي”، و”الصناع التقليديون، صناع الفرجة في فن الملحون”، بمشاركة ثلة من الباحثين المتخصصين في هذا الفن التراث.

وينظم ملتقى «ملحونيات» الذي سيتواصل الى غاية 4 يونيو الجاري ، من قبل الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية تحت إشراف عمالة إقليم الجديدة، وبدعم من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والمجلس الإقليمي للجديدة، وبتعاون مع جماعة ٱزمور وجماعة لمهارزة الساحل ومؤسسة (اولا بلانكا).