انعقدت نسخة هذه السنة من "أيام سوق الرساميل المغربي" في لندن، وذلك من يوم 7 إلى 9 ماي الجاري، حيث جدد هذا الحدث التأكيد على دوره الاستراتيجي في تعزيز مكانة السوق المالية المغربية لدى المستثمرين الدوليين، إذ حقق نتائج استثنائية بشهادة الجميع.

ولقد جسدت النسخة الثامنة لهذا الحدث، الذي تم تنظيمها في الحي المالي بلندن، أحد أبرز المراكز المالية تأثيرا بالعالم، الإرادة القوية لبورصة الدار البيضاء في تعزيز شراكاتها مع الأسواق الدولية ودفع عجلة تطور الساحة المالية المغربية. وتأتي هذه التظاهرة في سياق طموح واسع إلى جعل مدينة الدار البيضاء منصة إشعاع اقتصادي على الصعيد الدولي، انسجاما مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وتماشيا مع توجهات النموذج التنموي الجديد.

وكما جرت العادة، تم افتتاح هذه النسخة بندوة عامة، عقدت يوم 7 ماي، بحضور مجموعة من الشخصيات المغربية والبريطانية البارزة، من بينهم السيدة نزهة حياة، رئيسة الهيئة المغربية لسوق الرساميل، والسيد حكيم حجوي، سفير المغرب لدى المملكة المتحدة، والسيد بن كولمان، المبعوث التجاري للمملكة المتحدة لدى المغرب، بالإضافة إلى السيد طارق الصنهاجي، المدير العام لبورصة الدار البيضاء والسيد إبراهيم بنجلون التويمي، رئيس مجلس إدارتها.

وسلطت هذه اللحظة البارزة الضوء على الفرص الاستثمارية المتنوعة التي توفرها بورصة الدار البيضاء للمستثمرين الدوليين. كما شكلت أيضا منصة لتبادل الآراء والتفاعل المثمر بين الشركات المدرجة المغربية والفاعلين في القطاع المالي العالمي، المقيمين أو الزوار بلندن، حول الأسس الاقتصادية المتينة للمغرب والأداء المتميز للسوق المالية والإصلاحات الهيكلية المستمرة لدعم تطورها.

لحظات بارزة بالأرقام واللقاءات

وشكلت اللقاءات الفردية (one-to-one) أحد الأعمدة الأساسية لهذه النسخة، حيث مكنت الشركات المغربية المدرجة من التفاعل المباشر مع المستثمرين الدوليين. وحققت نسخة هذه السنة أرقاما قياسية، حيث تم عقد 160 اجتماعا، 34 شركة حاضرة في لندن، إلى جانب تمثيل 23 صندوقا استثماريا. وسمحت هذه اللقاءات بتسليط الضوء على آفاق النمو للشركات المدرجة وبناء علاقات تجارية واعدة في بيئة ملائمة للتفكير الاستراتيجي.

وفي الوقت نفسه، عرف برنامج هذه السنة زيادة ملحوظة في الفعاليات الجانبية، لا سيما الندوات التي جمعت شخصيات بارزة من المجال الاقتصادي والمالي بلندن. وقد أتاحت هذه اللقاءات استكشاف آفاق التنمية في المغرب، وتسليط الضوء على مرونة اقتصاده، وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة فيه.

وأعلنت بورصة الدار البيضاء، خلال هذا اللقاء، للمجتمع المالي في لندن عن إطلاق سوق المنتجات المشتقة بعد الحصول على ترخيص أول أداة مالية آجلة مدرجة في المغرب. ويتعلق الأمر بعقد آجل ثابت على مؤشر MASI 20، الذي يتناول الشراء والبيع الآجل بشكل ملزم على مؤشر MASI 20، الذي يعكس أداء أكبر 20 شركة من حيث السيولة بين 40 شركة من حيث الرسملة العائمة في بورصة الدار البيضاء.

ويعد إطلاق هذا النوع من المنتجات المالية المبتكرة، الموحدة والمتوافقة مع المعايير الدولية، خطوة تاريخية ومفصلية في تحديث السوق المغربي، حيث يوفر للمستثمرين أدوات لإدارة المخاطر، تعزز السيولة وتجذب فاعلين جدد، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. ولقد لقي هذا الإعلان ترحيبا إيجابيا من طرف المستثمرين، لما له من أثر ملموس على تعزيز السيولة، وتحسين إدارة المخاطر، وتقوية فرص الاستثمار داخل السوق.

وأخيرا، ولأول مرة منذ انطلاق هذا الحدث، خصصت "أيام سوق الرساميل المغربي" حيزا خاصا للشباب المغربي المقيم في لندن، من خلال تنظيم فعالية موجهة للجالية الطلابية، وذلك في إطار حرصها على تعزيز الوعي الاقتصادي، ونقل المعرفة، وإبراز مكانة الشباب ودورهم في الدفع بدينامية الاقتصاد بالمملكة.

ومن خلال هذه النسخة المتميزة، تؤكد "أيام سوق الرساميل المغربي" مكانتها أكثر من أي وقت مضى كموعد لا غنى عنه للمالية المغربية على الصعيد الدولي. فهي تجسد طموحا مشتركا يتمثل في الارتقاء ببورصة الدار البيضاء إلى مصاف أكبر الأسواق المالية العالمية. وبذلك تم اجتياز مرحلة مفصلية وإطلاق دينامية جديدة نحو النسخ المقبلة، حيث تم قطع خطوة هامة، ويتم الآن الاستعداد للدورات القادمة