انطلقت، أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، فعاليات النسخة الثانية من هاكاتون المعطيات المفتوحة تحت شعار "تطوير حلول مبتكرة ذات أثر قوي من خلال إعادة استخدام المعطيات المفتوحة".

وفي كلمة له خلال افتتاح هذه المسابقة، أكد المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، محمد الإدريسي الملياني، أن هاكاتون المعطيات المفتوحة ليس مجرد مسابقة تكنولوجية بسيطة، بل هي منصة للتعاون والابتكار المفتوح، تجمع المواهب من مختلف الآفاق، سواء كانوا مطورين أو رواد أعمال أو باحثين أو فاعلين في المجتمع المدني.

وأضاف أن "ورش المعطيات المفتوحة يندرج في إطار حركية حيث لم تعد المعطيات تعتبر قوة يتوجب الحفاظ عليها، بل يعد موردا يجب مشاركته وعاملا لخلق الثروة المدنية والاجتماعية والاقتصادية".

وأضاف أن هذا الهاكاتون يأتي في إطار منظور تقاسم المعطيات وإعادة استخدامها لإنشاء الخدمات وتطوير المنتجات والبحث عن الحلول المشتركة ذات التأثير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

وتابع أن هذه المسابقة تشكل أيضا فرصة لجميع المتدخلين من أجل اقتراح أفكار إبداعية ومبتكرة بشكل مشترك، وذلك بهدف أن يكون لإعادة استخدام واستغلال مجموعات المعطيات المفتوحة المتاحة على البوابة الوطنية للبيانات المفتوحة (www.data.gov.ma) وكذا البوابات القطاعية، تأثير أكبر.

وأشاد المدير العام لوكالة التنمية الرقمية بالمشاركة القوية في هذه الدورة الثانية التي تلقت أزيد من 1740 طلبا، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالمعطيات المفتوحة ودورها الاستراتيجي في الابتكار الرقمي.

من جهتها، أكدت نائبة رئيس مجلس جهة الدار البيضاء - سطات، أسماء بلقزيز، أن هاكاتون المعطيات المفتوحة يعد حدثا مهما يجسد الأهمية المتزايدة للمعطيات المفتوحة في التحول الرقمي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب.

وأضافت بلقزيز أن "المعطيات المفتوحة لا تشكل أداة تكنولوجية فحسب، بل تعد رافعة استراتيجية كبرى لتعزيز الشفافية"، مشيرة إلى أنها تعتبر نقلة نوعية في مسلسل الدمقرطة بالمملكة من خلال السماح، إلى جانب المشاركة الفعالة للساكنة في تطوير الفضاء العام، بتعبئة أفضل للإمكانات البشرية والطبيعية في إطار الاهتمام بجودة الخدمة والفعالية الإدارية.

وأشارت إلى أنه إدراكا منها لهذه التحديات والفرص التي يوفرها هذا التحول الرقمي، جعلت الجهة من تسريع التكنولوجيا الرقمية والإدماج الرقمي أولوية ضمن مخططها التنموي الجهوي، مضيفة أن هذا الالتزام يترجم الرغبة القوية في تعزيز منظومة ملائمة للابتكار، من خلال دعم المقاولات الناشئة وحاملي المشاريع، وتطوير البنيات التحتية الملائمة لمتطلبات التكنولوجيا الرقمية.

يشار إلى أن هذه الدورة ، التي تنظمها وكالة التنمية الرقمية، تحت إشراف وزارة الإنتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وبشراكة مع جهة الدار البيضاء - سطات، وتكنوبارك (Technopark)، وإنوي (INWI)، والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، على مدى يومين، تندرج في إطار تنزيل خطة العمل الوطنية للمعطيات المفتوحة.

وبعد إغلاق باب الترشيح الذي تقدم إليه 1744 مرشحا يمثلون القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، تم اختيار 50 مرشحا يمثلون القطاعات المذكورة من جهات مختلفة.

ويشارك في الهاكاتون أيضا 40 ممثلا من 24 مؤسسة عمومية منتجة للمعطيات. ستتيح الفرق المختلطة التي سيتم تشكيلها خلال هذين اليومين اقتراح العديد من حالات إعادة الاستخدام الغنية بما يتماشى مع موضوع الحدث وتشجيع نشر مجموعات المعطيات الجديدة.