شكلت الغيرة المرضية محور لقاء نظم، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، في إطار النسخة السابعة من "Ciné-Psy"، بحضور ثلة من المهنيين والمتخصصين في الصحة النفسية.

ويروم هذا اللقاء، المنظم من طرف منصة "Ciné-Psy Maroc"، النقاش والتبادل حول شعور الغيرة، لفهمه بشكل أفضل وتحديد أسباب وآليات تحوله إلى مرض نفسي يتطلب العلاج والتتبع.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، سلطت مؤسسة "Ciné-Psy Maroc"، بشرى بن يزة، الضوء على دور هذه المنصة التي تجمع بين المهنيين والمتخصصين في الصحة النفسية وعموم الجمهور حول أفلام وثائقية.

وأوضحت أن "Ciné-Psy" تعد مبادرة تهدف بالأساس إلى تبسيط المواضيع والمفاهيم المتعلقة بالاضطرابات النفسية ومكافحة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بها. وبخصوص الموضوع الذي تم تناوله خلال هذا اللقاء، أكدت بن يزة أن الغيرة هي شعور غالبا ما يتم التقليل من شأنه، لكنه يمكن أن يصبح مدمرا، خاصة لدى البالغين، حيث يتحول من مجرد شعور بسيط إلى حالة مرضية تؤثر بشكل عميق على حياة الأفراد.

من جانبه، أبرز فنسنت إستيلون، أستاذ علم النفس المرضي السريري بجامعة باريس سيتي، أهمية هذا الحدث الذي يشارك فيه للمرة الثانية، مشيدا بالأهمية الكبيرة التي تكتسيها المواضيع المطروحة.

وأشار في تصريح مماثل إلى أن "مثل هذا اللقاء، الذي يجمع بين عروض الأفلام، والشهادات، والنقاشات مع المرضى وعائلاتهم والمهنيين في الصحة النفسية، ما يزال نادرا في فرنسا"، مبرزا أنه "هذه السنة، تم تسليط الضوء على الغيرة، وهو موضوع معقد".

من جهة أخرى، أجرى  إستيلون نقاشات معمقة مع المشاركين، من خلال استكشاف الحدود بين الغيرة التي تعتبر "طبيعية" وتلك التي تصبح مرضية، مؤكدا أن الغيرة ليست مجرد ظاهرة فردية، بل يمكن أن يكون لها عواقب جماعية. 

من جانبه، تناول الطبيب النفسي عدنان بن عزوز، الجانب المجتمعي والثقافي للغيرة، وهي ظاهرة متكررة ومتجذرة بعمق في العلاقات الإنسانية.

وأكد أن فهم هذا الشعور في سياقه الاجتماعي يعد أمرا بالغ الأهمية، خاصة في ما يتعلق بآثاره السلبية على الصحة النفسية. وأشار السيد بن عزوز إلى أن الدورة السابعة من "Ciné-Psy"، التي تجمع بين العروض البصرية والنقاشات، تتيح تبادلا غنيا وفريدا، مؤكدا على ضرورة خلق فضاءات يمكن للأفراد من خلالها، ليس فقط فهم الاضطرابات النفسية، ولكن أيضا الشعور بالدعم في رحلتهم نحو الشفاء.

ويتناول هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين، موضوع الغيرة خلال اليوم الأول، في حين تسلط فعاليات اليوم الثاني الضوء على مرحلة ما بعد الولادة (فترة النفاس)، والصدمات الجسدية والنفسية التي يمكن أن تنتج عنها.