الاثنين 19 ماي 2025
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

الفن يواكب الطب في الدار البيضاء لدعم مرضى السرطان نفسيا وجسديا

كازا 24 الاثنين 19 ماي 2025

فاروق العلمي (ومع)

"الفن لا يحل محل العلاجات الطبية، لكنه يساعد المرضى في العلاج"، تلك هي الرسالة القوية التي نقلها اختصاصيون بالدار البيضاء، خلال يوم خصص لموضوع العلاج عن طريق الفن، نظم تحت شعار "حين يدعم الفن الجسد والروح".

وبعد أن أقر العلم بمساهمة الأنشطة الفنية في عملية تسريع شفاء الأمراض كالسرطان، لم يعد هناك شك في ذلك. وقد أثبت الفن فعاليته كأداة للتعامل وتدبير الأحاسيس ، كما يستمر في اكتساب زخم متزايد في المستشفيات والعيادات.

ومن بين المدافعين عن هذه الممارسة العلاجية، الطبيبة المختصة في العلاج بالتنويم الإيحائي ورئيسة جمعية "دار زهور"، مريم نصيري، التي تدعو إلى تبني مقاربة أكثر إنسانية وشمولية في التعامل مع المرض، وخاصة داء السرطان.

وقالت خلال ندوة نظمت، نهاية الأسبوع، في إطار هذه الفعالية "إذا كان العلاج يعني التشخيص والوصف والمتابعة، فإنه يعني أيضا الإصغاء، والتفاعل، وفسح المجال لما لا يمكن التعبير عنه بالكلمات. وهنا تكمن أهمية الفن"، موضحة، أن "النشاط الفني لا يحل محل العلاجات الطبية، لكنه يعيد إحياء القدرة على العيش حتى في خضم المعاناة".

وأكدت أن العلم بات يدعم دور الممارسات الفنية في دعم المرضى، مشيرة إلى أن "منظمة الصحة العالمية وثقت أكثر من 3000 دراسة ت ظهر أن الفنون تحسن جودة الحياة، وتعزز المناعة، وتقلل التوتر، وتساعد المرضى على الالتزام بالعلاج"، مسجلة أن " الفن أضحى رافعة حقيقية للتأثير".

هذه الرؤية تقاسمتها الطبيبة النفسية والمتخصصة في علاج الإدمان، إيمان كينديدي، التي ترى أن العلاج بالفن يعد أداة قوية للتعامل مع الأحاسيس، مضيفة أن المرض يقلب موازين الحياة حيث يواجه الشخص متاعب شديدة.

وتابعت أن "الفن يساعد على تهذيب هذه المشاعر "، مشددة في الوقت نفسه على التحديات الخاصة التي تواجهها النساء، العالقات بين الحداثة وثقل التقاليد، مما يجعل مساحات التعبير هذه حيوية بالنسبة لهن.

وعلى أرض الواقع، تبدو فوائد العلاج بالفن ملموسة ، حيث يتضمن هذا العلاج استخدام العملية الإبداعية من خلال الرسم والمسرح والموسيقى، إلخ) . وفي هذا الصدد، قالت أخصائية الأورام، الدكتورة فاطمة بن عبيد "لاحظنا أن الرسم بالألوان المائية خلال جلسات العلاج الكيميائي يقلل بشكل كبير من مشاعر القلق، ويخفض الحاجة إلى الأدوية المضادة للغثيان".

وأكدت أن الهدف يقتصر على ضخ جرعة أمل للبقاء على قيد الحياة، مضيفة "مهمتنا المساهمة في علاج المرضى ، لكن علاجات الدعم كالعلاج بالفن تساعدنا على إحياء الأمل في نفوس المرضى ".

ومن أبرز لحظات هذا اليوم، المنظم بشراكة مع جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، تقديم عرض مسرحي بعنوان "بنات دار زهور" قدمته مستفيدات الجمعية، وهن نساء مصابات بالسرطان، إضافة إلى عرض فني لحركة "تينشي تيسين"، وهو فن تعبيري حركي.

وجمع هذا الحدث، العديد من الأطباء والفنانين والمعالجين النفسيين والمرضى، في ندوات تناولت قوة الفن كوسيلة للعلاج، كما تم تقديم ورشات جماعية لتجربة المسرح، والعلاج بالرقص، و"تشي غونغ" لتعلم تطوير الطاقة والقوة، والرسم، وجدارية جماعية شارك فيها الحضور، بالإضافة إلى شهادات مؤثرة لناجين من مرض السرطان."